انتقلت التسوية من حرق المراحل الى مرحلة التريث ومن الاستعجال الى الاستمهال ومن الغموض الى الوضوح وانتقل تيار المستقبل من التلويح بالفوضى في حال لم تمر الصفقة الى التلويح بالدماء في حال اسقاط التسوية .
بالحرف الواحد قال احمد الحريري ان فشل التسوية وعدم انتخاب رئيس على البارد يعني انتخاب الرئيس بالدماء . المستقبل يهدد المعترضين بالحرب ويطرح المثالثة بديلا عن التسوية .كلام الحريري يكشف بوضوح ان اجهاض التسوية يعني اضاعة الفرصة الاخيرة على تياره ليبقى ممسكا بزمام السلطة واعادة استيلاد الطبقة السياسية الحالية لتثبيت الاستيلاء على المقدرات والتحكم بالخيرات والاستئثار بالقرارات.
كلام الحريري لاقى موقف سفير دولة خليجية حذر فيه من ان لبنان في خطر في حين يعرف مطلقو هذه المواقف ان قانون الستين في خطر وان الطائف المجتزأ في خطر وان مشروعهم في خطر فتم الانتقال الى المرحلة ب وتقضي بنشر السوداوية ورفع منسوب التشاؤمية ومنافسة المنجمين في رسم سيناريوهات المرحلة المقبلة بحدها الادنى الفوضى وحدها الاقصى الدماء.
بكركي اعادت تصويب البوصلة باتجاه الموقف المسيحي الجامع فاعلن المطران سمير مظلوم ان البطريرك الراعي على مسافة واحدة من الجميع وان النائب فرنجية يعرف الاصول وكيفية التعامل مع الوضع وان عليه التواصل مع الافرقاء المسيحيين .الثورة المضادة بتعبير 1958 بدأت ترسمها مواقف “الكتائب اللبنانية” و “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” من جبران باسيل اليوم الى ايلي ماروني الى انطوان زهرة في شريط مواقف نستعرضها في تقاريرنا ضمن النشرة.