ليس تفصيلا ان يصدر عن اجتماع وزاري عربي اوروبي كالذي شهدته القاهرة اليوم تأكيد لعودة النازحين السوريين الى بلادهم في ضوء ما يثار في الاروقة وحتى في العلن عن خطر توطين جديد تسعى الخارجية اللبنانية الى التصدي له منذ اليوم الاول، وليس امرا ثانويا ايضا ان يدين اجتماع من هذا النوع بحضور الوزراء الاقليميين وموافقتهم الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة تماما، كما هو امر غير ثانوي تحميل المجتمعات العربية بعضا من المسؤولية عن المشاكل الحاصلة فيها بموافقة الوزراء العرب.
ما جرى في مصر اساسي اذا، تماما كحادث اغتيال السفير الروسي في تركيا امس، لكن يبدو ان موسكو وانقرة صممتا على استيعاب الحدث من دون ان تسمحا بتأثيره على علاقتهما الثنائية التي تحسنت في المرحلة الاخيرة، ما اسهم في انجاز الاتفاق حول حلب، وهذا ما يستشف من تصريحات المعنيين اليوم تزامنا مع اللقاء الثلاثي الروسي الايراني التركي في العاصمة الروسية.
اما محليا، وبعد انتخاب الرئيس العماد ميشال عون وثم تشكيل الحكومة واثر الصورة التذكارية والجلسة الاولى لمجلس الوزراء في بعبدا غدا، يبقى الاتفاق على البيان الوزاري حتى يمكن القول ان العهد انطلق علما ان اولى المهمات اقرار قانون انتخابي جديد، واليوم عاد الحريري الى السراي الحكومي رئيسا لاول حكومة على عهد الرئيس ميشال عون بعدما غادرها اثر استقالة الوزراء من الرابية تحديدا قبل ست سنوات.