بلغة الأرقام، توزع وزراء الحكومة الجديدة كما يلي: خمسة وزراء لرئيس الجمهورية، أربعة لتكتل التغيير والإصلاح، ثلاثة للقوات، ستة لرئيس الحكومة سعد الحريري وتيار المستقبل، ووزيران للمستقبل والقوات في آن معا، وصفر وزراء للكتائب… يضاف إليهم طبعا سائر أركان التشكيلة. أما بلغة السياسة، فهذه قصة الولادة: قبيل الإعلان عن تشكيل الحكومة الثلاثينية مساء أمس، رصدت حركة سياسية لافتة كان محوراها قصر بعبدا وبيت الوسط. وكان باسيل ألغى مواعيده وارتباطاته كافة، وانتقل إلى بيت الوسط حيث مكث لثلاث ساعات الى جانب الحريري، ليضعا اللمسات الاخيرة على التأليف بعد تذليل العقبات الأساسية، بالتنسيق مع الأفرقاء المعنيين، ومن بينهم القوات اللبنانية عبر النائب ابراهيم كنعان…
إلى الشق الحكومي، تطور الحديث بين الحريري وباسيل إلى بحث معمق في قانون الانتخاب، وقد حصل تقدم واضح في هذا السياق، وبناء عليه، تحدث الحريري عن الموضوع من قصر بعبدا، مبديا انفتاحا على البحث في النسبية، إلى جانب تشديده بأن الحكومة الوليدة هي حكومة انتخابات، كما أنها ليست حكومة أعراف… هذا مع العلم أن رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر أخرا التأليف أسبوعا كاملا تسهيلا لإشراك الكتائب. لكن النائب سامي الجميل الذي رفض وزارة الدولة لشؤون المرأة التي عرضها عليه الحريري، مهد الطريق أمام توزير جان أوغاسبيان من حصة المستقبل، قبل أن يشن اليوم هجوما على الحكومة، واصفا إياها بحكومة انتصار محور الثامن من آذار وسطوته على البلد… ليطرح المتابعون على رئيس الكتائب السؤال التالي: لو نالت الكتائب حقيبة ما، عوض وزارة الدولة، هل كانت ستحجم عن المشاركة؟ وفي حال المشاركة، هل كان النائب الجميل ليصف الحكومة الجديدة بما نعتها به اليوم؟