لأكثر من سبب، تتجه الأنظار غدا إلى الرياض، ليس لأنها الزيارة الأولى للعماد ميشال عون رئيسا، وليس لأنها زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية إلى المملكة العربية السعودية، بل لأن كل ظروف الزيارة استثنائية: استثنائية هي في تاريخ العلاقة بين الطرفين: أشخاصا وبلدين، واستثنائية في واقع العلاقة بين الدولتين، واستثنائية في مستقبل ما يمكن لهذه الزيارة أن تحمله من نتائج وتطلعات.
يكفي استعراض ملفات المحادثات المرتقبة بين ثلث الحكومة اللبنانية تقريبا، وبين نظرائهم السعوديين: أوضاع نحو 250 ألف لبناني يعملون في السعودية، أحوالهم وظروف عملهم وعلم أولادهم. ثم أوضاع التبادل التجاري بين اقتصادين متكاملين في نواح كثيرة. فضلا عن انتظار مصير هبة التسليح الشهيرة للجيش اللبناني. وصولا إلى أوضاع المنطقة التي ينتمي إليها البلدان: الحرب في سوريا وتأثيراتها السلبية على لبنان، وكيفية مواجهة تداعياتها، واعتبارات لبنان حيال تلك التحديات المصيرية وضرورة تفهمها والتفاهم حولها. وصولا إلى العلاقات المأزومة في الشرق الأوسط، وما يمكن للبنان أن يقدمه، من أجل منطقة أكثر سلاما وسماحا، وأقل توترا وخصومات وعداء واستعداء.
الأنظار على خط السعودية المنفتح غدا، فيما لبنان مشغول اليوم بحملة “سكر خطك”، فماذا على هذا الخط؟.