الاستقرار الوطني على السكة الصح: انتخب رئيس وفق الميثاق، ثم انسحب الميثاق واقعا حكوميا، على أن يطبق في قانون الانتخاب العتيد، الذي حضر اليوم في لقاء ثلاثي بين نهاد المشنوق وجبران باسيل وعلي حسن خليل في الرياض، على هامش الزيارة الرئاسية التاريخية للمملكة.
وفي انتظار ترجمة النوايا الحسنة “التزاما أكبر”، على ما وصف سعد الحريري اليوم قراره في شأن قانون الانتخاب الجديد، تقوم حكومته بدورها في شكل ملفت: اجتماع أول أقر تعيينا طال انتظاره، وبت في مراسيم حيوية مؤجلة، واجتماع ثان برئاسته غدا، يرتقب أن ينجز الشق الضريبي من ملف النفط والغاز، على ما شرح وزير الطاقة والمياه للـ OTV… أما رئاسيا، فالهيبة مستعادة، والسياسة الخارجية تطبق مبدأ أن المسؤول اللبناني يجب أن يكون بعدا لبنانيا في الخارج، وليس بعدا خارجيا في لبنان. واليوم، زيارة تاريخية إلى المملكة العربية السعودية، كشف الرئيس عون للـ OTV بعدها أن لقاءه مع الملك سلمان جاء مطابقا لكل توقعاته.
فاللقاء كان كاملا في ايجابياته، والسعودية أكدت مرة أخرى حرصها على لبنان، وعلى مسألتين أساسيتين تعنيان الشعب اللبناني: العيش المشترك والأمن. وأضاف عون في أحاديث صحافية، أن أي ملف خلافي لم يثر في خلال الزيارة، وأن الملك أعطى توجيهاته لتلبية المطالب اللبنانية كاملة.
مع الإشارة إلى أن المباحثات تناولت ملفات التبادل التجاري وانتقال الأشخاص والبضائع وحركة الطيران والتمثيل الدبلوماسي على أعلى مستوياته بين البلدين… فضلا عن التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب ودعم لبنان أمنيا وعسكريا… علما أن مصدرا لبنانيا أشار منذ بعض الوقت إلى اتخاذ السعودية قرارا بوقف تجميد المساعدات العسكرية للبنان، ما يعني عمليا، عودة الحياة إلى الهبة العسكرية المخصصة للجيش.