يتفق العاملون على انتاج قانون عتيد للانتخابات، على توصيفه بأبغض الحلال أو أهون الشرور، أو بالمخرج المقبول لأزمة غير مقبولة قد تنتج عن العمل ب”الستين” أو الذهاب إلى التمديد. فبين هذين الشرين، يبقى أي قانون أخف وطأة وأكثر قابلية للتفاهم حوله، وإن كان الاجماع حوله بعيد المنال ولا تطاله آمال اللبنانيين- جميع اللبنانيين- المعلقة على قانون انتخابات عادل ومنصف وميثاقي ومبدد للهواجس وطارد للمخاوف.
القانون العتيد قريبا، كما أمل رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل. القانون الجديد المختلط يقاربه الجميع بتفاؤل وتحفظ وحذر. تفاؤل بتخطي “الستين” والتمديد. وتحفظ على النتائج. وحذر حيال الكشف عن المناقشات واعلان موعد تصاعد الدخان الأبيض.
تحضير الأرضية للمرحلة المقبلة، قانونا وانتخابات وتحالفات ومعادلات، شكل عنوانا بارزا لمضمون واسع في جولة باسيل في بعبدا: “التفاهم مع حزب الله بي التفاهمات”، وهو الذي ازال خطوط التماس بين المناطق. والتفاهم مع “القوات” أزال خطوط التماس بين الأخوة وفي الداخل المسيحي. والتفاهم مع “المستقبل” يهدم جدران التهميش، ويبني جسور الشراكة. وهي مواقف تضاف إلى مواقف أطلقها باسيل من أيام من سن الفيل، مضمونها ان هدف “التيار الوطني الحر” الفوز في الانتخابات المقبلة، وإعادة تشكيل الحياة السياسية وتمتين الحضور المسيحي.
وعلى المقلب الوطني الأوسع والأشمل من المعادلة، اطلالة للرئيس ميشال عون على فرنسا وأوروبا والعالم الفرانكوفوني، هي الأولى له منذ تسلمه مقاليد الرئاسة، في حديث إلى محطة فرنسية أطلق فيه مواقف واضحة وصريحة ومباشرة، من الوضع في لبنان وسوريا والتطورات الاقليمية والدولية، ومنها ان الرئيس السوري بشار الأسد باق، وان الذين طالبوا برحيله يجهلون تاريخ سوريا، مؤكدا ان التعددية ستنتصر والتطرف سينكسر، ولبنان سيكون المثال الذي سيحتذي به العالم.