IMLebanon

مقدمة نشرة اخبار الـ”otv” المسائية ليوم الاربعاء 8-2-2017

للمرة الأولى منذ أعوام، يعود مارون بكل بهائه إلى قلب بيروت… ذخائره جاءت من روما إلى بلد الأرز… والرئيس المسمى على شعبه، الكامل الرئاسة والمهابة والاستحقاق، في الكرسي الأول… لكن قضية شعب مارون لا تزال عالقة، بين الخطر والأخطر… أخطر ما في أزمة أبناء مارون أنهم لا يعرفونه… ولا يعرفهم… فهو عاش ومات قبل 1600 سنة… ولم يكن يوما مارونيا… ولم يكن لحظة من الموارنة… ولا من أتباع مذهب ولا طائفة… كل ما فعله مارون أنه أمضى حياته داعية إيمان ووحدة، فعاش تقيا فقيرا في العراء… بعد موته بنصف قرن، صار تلامذته ديرا على إسم بيته، بيت مارون… وبعد موته بثلاثة قرون، صاروا كنيسة مع بطريركهم الأول “يوحنا مارون”… وبعد ألف سنة صاروا مجتمعا… وبعد 1500 سنة صاروا وطنا… وظل مارون غريبا عن بعضهم، وظل بعضهم غرباء عنه… حتى إسمه لا نعرف معناه، مارون، أي “السيد الشاب”… فإما أن نكون سادة في إيماننا، شبابا في قلوبنا، أو لا نكون… غدا، تكتظ كنيسته بحملة إسمه… يتزاحمون على مقعد… يتنافسون على صورة… يتطاحنون على نفوذ وسلطة وجاه… فيما الذي يحتفلون بإسمه، عاش ومات لا يملك من هذه الدنيا، إلا ما كتبه مؤرخ فرنسي عن تلامذته: صلبانهم من خشب، وقلوبهم من ذهب… وحين تنقلب المعادلة، يصير أبناء مارون – ديرا وكنيسة ووطنا – كلهم في خطر… أو يصيرون كلهم، مثل أجراس كنيسة “سيدة البحر” في الأوزاعي… ما هي قصتها وقضيتها؟