Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “أو تي في” المسائية ليوم الأربعاء 21-10-2015

في خلال أيام، بردت الرؤوس الحامية في تيار المستقبل، وتراجع المزايدون عن خطاباتهم الغددية، وبدأوا ينزلون القهقرى عن شجرة التهور السياسي والانتحار الوطني، ولو لم يصلوا بعد إلى الإقتناع بالحلول… أما أسباب التراجع فمزدوجة بين الداخل والخارج… داخليا كلام السيد نصرالله شكل مفاجأة صاعقة لهم، لم يكن يتوقعها أصحاب العنتريات المستجدة… فضلا عن أن الرئيس سعد الحريري كان أصلا خارج سياق الهجوم المباغت، وقد تم استدراجه عنوة إلى معركة خاسرة، لم يوقتها ولم يعلنها ولم يخضها… ولذلك، غاب للمرة الأولى منذ زمن، عن الرد تغريدا على كلام السيد… أما خارجيا، فقد أدرك انتحاريو المستقبل أن لا شيء ناضجا في سلتهم. ولا ريح في أشرعتهم. فالرهان على سقوط صنعاء، عليه أن ينتظر حسابات الأوهام… فيما الرهانات على استعادة ما صنعه الدواعش في سوريا، باتت منظورة ووشيكة… حتى ما حكي عن تحرك مصري، يبدو أنه ولد ميتا. ما دفع وزير خارجية القاهرة إلى تأجيل زيارته بيروت، للمرة الثانية على التوالي… فيما الاهتمام الأميركي بلبنان لم يعد يتعدى رتبة مساعد نائب وزير الخارجية في واشنطن، وموظفا متقاعدا جيء به من كتابة مذكراته، لملء فراغ عوكر، حتى ينتهي شغور بعبدا… كل ذلك كان يدور في رؤوس المستقبليين ويدفعهم إلى التفكير في الاستنجاد بالرئيس بري، كي يأخذها دولته بصدره ويعلن أنه هو من فرض على الجميع البقاء على طاولتي الحوارين(2)، بالحرص الوطني أولا، وبمونة المحبة ثانيا… فيحفظ لهم آخر نقاط “ماء الوجوه الزرقاء”… وجوه لم يكن ينقصها غير خبر الغارة الأخيرة على خط سوريا – روسيا… غارة مدنية سلمية ورئاسية هذه المرة، عنوانها: “بشار الأسد في موسكو”… إنه الإيذان بأن كل شيء قد انتهى وأقر وأبرم… فلنستعرض ما قاله الرئيسان الروسي والسوري، ثم فلنسأل سفير دمشق في بيروت مباشرة، على هوائنا، عن معاني الحدث … لكن بعد ثوان قليلة.