قد تكون الأمور مجرد مصادفات… وقد لا تكون قطعا سلسلة مؤامرات… لكن في النتيجة ثمة مشهد واحد واضح، هذه مكوناته: من جهة أولى، يعود رئيس الجمهورية من رابع محطاته الخارجية والعربية تحديدا… بعد زيارتين فائقتي الأهمية لكل من القاهرة وعمان، وبعد محادثات قد تكون تاريخية، حول أوضاع المنطقة المجاورة وحول ما يحصل في سوريا وحول قنبلة النازحين الديمغرافية والإنسانية التي تهدد سوريا والأردن ولبنان… من جهة ثانية، كل المحيط يعيش لحظات تأسيسية… عشية استئناف محادثات الآستانة، وعشية استئناف جنيف السوري، وعشية مؤتمر بروكسل، وعشية كل السعي الدولي لاستغلال الحرب السورية، من أجل رسم خارطة نفوذ جديدة في الشرق الأوسط… من جهة ثالثة، لبنان حاضر وسط كل تلك التطورات… معظم الدول الإقليمية، وغالب الدول المحيطة تتطلع إلى قيامه بدور وساطة… أو مبادرة توفيق… أو محاولة تقريب… أو مساحة تواصل وتحاور، وسط جنون ما حولنا… في خضم هذا كله، تظهر هنا وهناك، حركات وتحركات، أفعال وردود فعل… توحي باهتزاز في الاستقرار والأمن والسلم… قد تكون مجرد مصادفات… من شارع في بيروت، إلى بعض الجبل، وصولا إلى غرب البقاع… وقد تكون بعيدة كل البعد عن سلسلة المؤامرات… لكن الرسالة المقابلة واحدة: الأمن خط أحمر… اللعب بحياة الناس ممنوع… لا بأمر من أحد، بل بإجماع كل مسؤول ومواطن وضمير وأخلاق وكرامة وشرف… فكيف إذا كان على الرأس، من يسهر على ضمان ذلك كله؟! كيف يترجم هذا الكلام؟ الجواب ضمن نشرة الأخبار المسائية.