المكان: وزارة الدفاع في اليرزة. الزمان: 23 حزيران 1984. الحدث: تسلم وتسليم بين قائد الجيش الجديد العماد ميشال عون وقائد الجيش المنتهية ولايته العماد ابراهيم طنوس. كان ذلك آخر تسلم وتسليم طبيعي بين قائد مقبل وقائد سابق، قبل ثلاثة وثلاثين عاما، في عزِّ حرب لبنان. بعدها، لم يشهد لبنان عملية مماثلة، بفعل الظروف السياسية والأمنية. فإميل لحود تسلم القيادة إسميا في منطقة محتلة، وواقعيا بصوت “الجنرال” في الثالث عشر من تشرين الأول 1990. أما ميشال سليمان، فتبوأ القيادة بعد انتخاب سلفه رئيسا، وهكذا جان قهوجي، بعد التوافق على ميشال سليمان… أسماء كثيرة وأحداث أكثر صارت كلها من الماضي… وربما التاريخ. غير أن غدا، في اليرزة كما في لبنان، يوم آخر. ففي تمام الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس 9 آذار 2017، يتسلم العماد جوزيف عون سدة القيادة بعد تمديد مكرر وملتبس. فبتعيينه، ومعه فوج كامل من القياديين العسكريين والأمنيين والقضائيين والإداريين المشهود لهم بالكفاءة والخبرة، حسم مجلس الوزراء لغطا قانونيا مزمنا بفعل السياسة، وفتح صفحة جديدة، يأمل اللبنانيون في أن تنسحب على الموازنة العامة وسلسلة الرتب والرواتب، وقانون الانتخاب، الذي تستحق أهميته التضحية، حتى بالعهد، تماما كما اعلن جبران باسيل قبل أيام… والبداية طبعا من الاحتفال بقائد الجيش الجديد.