تبدو رادارات بعبدا شغالة على مدى 24 ساعة يوميا… وعلى مدار 360 درجة فضائيا… ففي الساعات الثماني والأربعين الماضية، رصدت تطورات بارزة محليا ودوليا… بدءا بموجة الارتياح العام التي خلفتها التعيينات الأخيرة، انتهاء بمشارفة الانتهاء من مشروع الموازنة، ومرورا بإنجاز سلسلة الرتب والرواتب في اللجان النيابية… من دون أن تغيب عن وقائع اجتماع الساعات الخمس بعيدا عن الإعلام، والذي بلور آخر صيغ المختلط المرتقب… لكن الرصد الأهم على شاشات بعبدا، كان لسلسلة التطورات والمواقف الخارجية، وأبرزها التالي:
أولا، ما صدر عن مجلس الأمن من كلام تحت عنوان القرار 1701، عاد لينبش القرار 1680، وخصوصا القرار 1559… قبل خلوصه إلى النصح باستئناف الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية…
ثانيا، الكلام المتكرر في واشنطن عن قرار جدي لحل سياسي في سوريا، بالتعاون مع موسكو… ومن مقتضياته خروج كل السلاح غير السوري من سوريا…
ثالثا، المؤتمر الذي تستضيفه العاصمة الأميركية للتحالف ضد داعش، فيما المكاتب المعنية بمنطقتنا في الخارجية الأميركية، لا تزال شبه شاغرة كليا…
رابعا وفي شكل متزامن، سلسلة الانهيارات الميدانية التي تصيب داعش بين سوريا والعراق، وسْط حضور أجنبي ميداني متعدد، في ما يشبه التزاحم على الاستثمار والتركة…
خامسا وأخيرا، تطلع بعبدا إلى قمة عمان بعد أسبوعين، لتشكل محطة عربية قادرة على تحصين منطقتنا، في مواجهة تلك التحديات كافة…
وسط هذا الجهد اللبناني الكبير، يأتيك خبر سير البعض عكس السير في بيروت: اشتباكات مسلحة، خارجة عن سياق الزمان والمكان، بين الذين يعيشون بلا دولة، والذين لا يزالون يعيشون في الدولة العشيرة… ماذا يحصل في برج البراجنة.