IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ“OTV” المسائية ليوم الأحد في 12/3/2017

 

 

موقفان محلي واقليمي لا يربط بينهما الا علامات التعجب وعلائم الاستغراب . الاول يطلقه فريق في الداخل دأب على التباكي والتذاكي  منذ عقدين ونيف واليوم يتخذ من قانون الانتخاب ذريعة للانتحاب . منذ دزينة اعوام كان ركنا اساسيا  –  تبين لاحقا انه لا يركن اليه –  في تحالف رباعي وقف في وجه الحقوق والحقيقة  . واليوم يرفع الصوت منددا بما يسميه مفاوضات رباعية شاجبا ما يعتبره اقصاء لفريقه السياسي عنها وهو الذي احتكر وابتكر بدعة  “لمرة واحدة استثنائية ” على مدى دورات انتخابية ثلاث في زمن المغفور له او لهم – غير المأسوف عليهم .اما الموقف الاقليمي فهو من تركيا . يخرج اردوغان ليندد بالنازيين الجدد في هولندا والغرب لانهم يقفون حائلا ومانعا بينه وبين شعبه المنتشر في اوروبا بحسب كلامه ويمنعونه من تصدير مشروعه الطوراني – العثماني الى قلب اوروبا ليحقق بالابتزاز والاستفزاز ما عجز اسلافه  عن تحقيقه بالحصار والدمار عند ابواب فيينا منذ خمسة قرون . اردوغان المستقتل على الانضمام الى اوروبا يهددها بالعقاب لانها طردت وزيرته ووزيره اللذين حاولا الدخول الى هولندا وكأنها سنجق او ولاية عثمانية  . والمفارقة ان اتهام الغرب بالنازية ياتي من رئيس دولة ذبحت ملايين الارمن وابادت ثلث اللبنانيين في الحرب العظمى واقتصر ارثها على الدماء والاشلاء لدرجة دفعت بالرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان الى اطلاق تحذيره الشهير منذ اكثر من عشرة اعوام عندما قال ان اوروبا التي نعرف ستنتهي بمجرد قبول تركيا عضوا فيها وستعود اوروبا الى عصور الظلمات بدلا من الانوار . هذه الانوار التي بدأت تخفت في لبنان مع الرحيل  التدريجي لفنانين ومبدعين . فبعد بيار صادق وملحم عماد وجان مشعلاني الذين طبعوا الكاريكاتور بالسخرية المستحبة والتعليق الهادف والرسم الشفاف يرحل اليوم ستافرو جبرا احد كبار هذا الفن الذي انفرد به لبنان دون سواه من دول محيطه لان الكاريكاتور الحقيقي هو الحرية والحرية لا يناسبها الا مناخ لبنان.