IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “OTV” المسائية ليوم الجمعة في 18/12/2015

otv

بين نفايات الطبيعة ونفايات الرئاسة، بين سياسيٌ بالغَفلة والعُملة يمارس التحريض، وآخر بالسليقة والفطرة يقلب الحلفاء والأعداء، بين زمن الانتظار الراجي وزمن الميلاد الآتي، كان لا بد للخبر اليقين أن يأتيَ من بعيد، كأنه من نجمة الصبح وزيارة المجوس ونشيد الهللويا، كأنه البشرى السارة التي كانت أمس وهماً، وستكون بعده سراباً، لكنها اليوم حقيقة أكيدة مثل اليقين: والدة الفقراء صارت قديسة تيريزا، الأم، أو تيريزا كلكوتا، أو تيريزا الجوع والوجع والتواضع، صارت شفيعة. الفتاة التي ولدت مثلنا، في وطن لم يعد يشبهها، اسمه كوسوفو والتي عاشت مثل أكثريتنا، في أحزمة البؤس واليأس والتي تسامت بقامتها البسيطة، مثل كلمتنا، فوق زعماء وأقوياء وأصحاب مال وجاه ونفوذ وسلطة وسطوة. تيريزا التي هزمت الحقد بالحب، وقهرت الجشع باللاشيء تيريزا هذه، وقّع اليوم البابا فرنسيس على اعتراف الكنيسة بمعجزتها الثانية، لتحجز موقعها على لائحة القديسين. اللافت أن البابا السوبر ستار، وقع على قداسة راهبة الفقراء، في مناسبتين معبرتين: أولاً غداة يوم عيد ميلاده هو، في 17 كانون الأول، وثانياً على مسافة أسبوع من ميلاد يسوع. هل من تأثير لكل هذا الخبر على لبنان وسياسته ونفاياته ورئاسته؟ قد تكون العبر كثيرة أقلها أننا بتنا ربما في حاجة إلى معجزة، كي نخلص من حقد البعض وجشع البعض ومن نفايات طبيعتنا وسياساتنا.