كل شيء كان عاديا في قمة عمان الا خطاب الرئيس عون الاستثنائي. دار العرب حول انفسهم دورة كاملة وعادوا الى حيث كانوا وكأن القمة لم تحصل وكأن شيئا لم يتغير.
كلمة رئاسية لبنانية استثنائية في قمة عربية عادية من دون مغالاة ولا زيادات. كلمة وجدانية وطنية غير تقليدية لكن سياسية بالعمق والمضمون وبامتياز لمن لم يقرأ في سطورها غير التوصيفات والمناشدات والتمنيات بدءا بالتنبه للكابوس وتداعيات المجازر وانهار الدموع والدماء مرورا باحياء دور الوسيط اللبناني الخبير والعارف والمجرب عل المتحاربين يتعظون من التجربة اللبنانية وقوفا عند الدعوة الى التزام ميثاق جامعة الدول العربية الذي يحترم انظمة الحكم القائمة في الوطن العربي وصولا الى مسألة النازحين السوريين وهي المسالة الاخطر منذ الحرب العالمية الثانية ونكبة فلسطين التي اخرجت 700 الف فلسطيني من ارضهم فيما الحرب السورية اخرجت حتى اليوم اكثر من 7 ملايين وهو رقم مخيف نصيب لبنان منه اكثر من الربع فيما الدول العربية تبيع الشعارات وتشتري الاوهام .
المفارقة الثانية الحدث في القمة كانت في عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى السعودية من محطة ترانزيت القمة العربية في عمان. ذهب الحريري الى عمان مع الرئيس عون وغادر قمة عمان مع الملك سلمان.
انتهت ايام القمة في عمان لتبدأ ايام الاستحقاقات المنتظرة في بيروت. التمديد التقني محتوم لكن القانون غير محسوم بعد، السلسلة باتت بالايد لكن قطع الحساب ما زال على الشجرة.
الرئيس عون عاد والوفد المرافق الى بيروت. الورشة عاودت العمل.