فجر السيد نصرالله قنبلة من العيار الكبير والثقيل في موقف غير منتظر له من الوضع اللبناني في شقه الامني وليس الانتخابي.
مهمة حزب الله المتعلقة بالسلسلة الشرقية أنجزت والمقاومة ادت قسطها للعلى وقامت بواجبها على الحدود الشرقية مع سوريا وستخلي مواقعها ومراكزها على طول الجبهة الشرقية لان الوضع بات امنا والمنطقة محصنة امنيا وعلى الدولة اللبنانية ان تتحمل مسؤوليتها من الان فصاعدا ونحن لسنا بديلا عن الدولة ومؤوساتها. باختصار هذا ما اعلنه السيد نصرالله في موقف مفاجئ وغير مسبوق وغير متوقع في لحظة داخلية اقليمية دولية متوترة ومتفجرة ومتدحرجة نحو سيناريوهات تتأرجح بين السيئ وألاسوأ.
موقف السيد نصرالله الذي ستبنى عليه تحليلات وتنسج حوله تأويلات وتفسيرات منها ان الوضع في الجنوب والنيات العدوانية الاسرائيلية والانقلاب في المشهد الاميركي يستوجب اتخاذ اقصى درجات التنبه والتحسب او الاستعداد لما يحضر في سوريا وعلى جبهاتها التي يتولى حزب الله الحساس والخطير والاستراتيجي منها.
في كلام السيد ايضا رسائل الى الداخل اللبناني لاعادة النظر ببعض المواقف المستجدة والتذكير بأن الوضع في الداخل غير مفصول عن المحيط والاقليم وان الحزب يرى الصورة بشمولية الرؤية وليس بمحدودية الاهداف. ايا تكن الدوافع التي املت على السيد نصرالله اعلان الموقف المفاجأة فان التداعيات ستتدحرج في الداخل تساؤلات واستفهامات عن التوقيت لدى ابناء القرى المحاذية لشريط المواجهة وخط النار في البقاع الشمالي خصوصا ان الخطوة التي اعلنها السيد نصرالله تبدو الدولة اللبنانية للوهلة الاولى وفي الشكل على الاقل بعيدة عن ان تكون في اجوائها او التنسيق المسبق قبل اعلانها. السيد نصرالله شن اعنف هجوم على السعودية اليوم وعلى ولي ولي العهد ولم يوفر المملكة مما هو ابعد من الانتقاد.