بالاذن من السيدة الكبيرة فيروز نستعير مطلع اغنيتها: تعا ولا تجي الذي ينطبق تماما على سجال قانون الانتخاب وجدال التفضيلي والتأهيلي والدوائر والمربعات والمكعبات والمتاهات. كلما اجتمع اثنان باسم القانون كان سوء الطالع ثالثهما.
كل اللقاءات حتى الساعة باءت بالخيبة . معسكر يقصف التأهيلي من المختارة وعين التينة باسناد جلي غير خفي من نيران صديقة ومعسكر يرمي على مشروع القانون المزدوج النسبية مع مجلس الشيوخ بقوة بالاتكاء على منظومة دفاع يعتد بها .
15 ايار رحل الى 29 ايار . ينتهي العقد العادي ويبدأ العقد الاستثنائي بخيارات اقرب الى العسيرة ومهل اقصر من القصيرة .
في خضم الحراك الانتخابي والعراك السياسي بدا لوهلة ان التسوية قاب قوسين او ادنى الا ان الرئيس بري سحب مشروعه بعد انتهاء المهلة التي حددها اليوم وبعد ملاحظات وتعديلات اعتبر انها تنسف مشروعه وتحيله مشروعا بلا مشروعية .
من الان وحتى 19 حزيران متسع من الوقت للتوصل الى قانون والنسبية مقبولة لكن بضوابط . هو الموقف الذي كرره الرئيس عون اليوم في وقت لم يسقط الرئيس الحريري امكانية التقدم من حساباته بالرغم من العلامات المتدنية التي خرج بها من لقاء عين التينة في حين لا يرى الرئيس بري غضاضة في سحب مجلس الشيوخ من التداول والتحول الى مجلس الشيوخ الاميركي الذي يوفد اليه بري بعثة رباعية في تحرك وقائي استباقي للحد من تداعيات وتأثيرات العقوبات الاميركية المنتظرة والمسوق لها ضد حزب الله وامل والحلفاء .
من الان وحتى 19 حزيران المهل تضيق والخيارات تتراجع والهوامش تتقلص والبدائل قد تكون بين الزاوية وحافة الهاوية وهي خيارات لم تجد بعد من يهوى اللجوء اليها طائعا