حتى ولو باشر البيت الأبيض اجراءات عزل دونالد ترامب من منصبه، على ما ذكرت الـ cnn اليوم، فإن “كارتيل” السلاح والصناعات العسكرية الأميركية، سيحمي ترامب برموش العيون، وسيضع صورته على الطائرات والطوافات والدبابات والمدرعات، تشكرا وامتنانا لصفقة العصر.
فبين العزل في واشنطن والغزل في السعودية، 450 مليار دولار أميركي تجعل ايران ارهابية واسرائيل طوباوية وأميركا غنية، والسعودية محمية من غدرات الادارة الأميركية التي وقعت مع طهران اتفاقية نووية وتوقع مع الرياض اليوم اتفاقية فلكية بالدولارات الأميركية.
بين “عاصفة الحزم” على اليمن وقمة العزم في الرياض، صواريخ تاهت في السماء وأسلحة ضاعت في الصحراء ومليارات ذهبت هباء. الرجل الذي اتخذ من العداء للمسلمين شعارا لحملته الانتخابية ويقرر منعهم من دخول أميركا، يستقبل استقبال الفاتحين في أرض الرسالة والرسول. وأكبر صديق لاسرائيل يقلد أرفع وسام سعودي، ويزور غدا القدس وحائط المبكى، في خطوة غير مسبوقة لأي رئيس أميركي منذ اعلان دولة اسرائيل العام 1948، تمهيدا لنقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة للدولة اليهودية، وهو ما لم يقدم عليه أي رئيس أميركي حتى اليوم.
باع ترامب العرب شعار “ايران ارهابية” واشعار الشراكة الاستراتيجية وأوهام الناتو العربي لمحاربة ايران وليس اسرائيل، وأحلام قيادة العالم الاسلامي بدلا من اردوغان. واشترى منهم بوليصة تأمين على شعبيته المنهارة وادارته المنخورة بالفضائح ومستقبل الصناعة العسكرية وشركات النفط الأميركية وانعاش الاقتصاد الأميركي. والأهم الأهم التأكيد على ان وجهة السلاح المباع للعرب، والذي بامكانه محو اسرائيل عن وجه البسيطة، سيكون موجها إلى مكان آخر، ويمكن الرجوع إلى المؤتمر الصحافي المشترك لتيلرسون- الجبير.
450 مليار دولار اليوم، وقبلها مئات ومئات المليارات منذ فورة النفط وثروة الأرض، والعرب أكثر الأنظمة ثراء وأكثر الشعوب فقرا وأمية وجوعا وتقاتلا ومظلومية، من فلسطين إلى اليمن إلى الصومال إلى السودان إلى مصر. ايران رأس حربة الارهاب، هكذا أعلن الملك سلمان. و”حزب الله” منظمة ارهابية، هكذا عقب دونالد ترامب. لم يتسن للمشاركين القاء كلماتهم، بسبب تعليق أعمال القمة، وطارت كلمة لبنان.