لم تهدأ طبول الحرب في الخليج… لغة الدم الإرهابي انتقلت إلى إيران…
الحكومة لم تنجز الكثير اليوم… الوقت داهم… النسبية متعثرة… شبح الستين لا يزال يحوم، مثل الكواسر، فوق جثث القوانين المنازعة…
كل هذا لا يهم… كل هذا لا يعني شيئا بالنسبة إلى والدة روي… ستين سنة وسبعين نسبية، إذا كان ابنها غير قادر على العودة حيا إلى بيته وحضنها… ستين سنة وسبعين قانون ودستور وسلطة وحكومة ودولة… إذا كان هذا الوحش المجرم الجاني القاتل… أقوى من كل هؤلاء، وأعتى من كل جيوشهم وأمنهم وقواهم وأجهزتهم… روي حاموش…ابن الربيع الذي لم يكمل ربع قرن… كان عائدا أمس على أوتوستراد جونية بيروت… صادف الوحش هناك… تلاسن هو… أو أفضلية مرور… أو لا شيء إطلاقا… تماما كما حصل مع وحش فنجان القهوة في قب الياس… أو مع وحش إليان في الكسليك… أو مع وحش سارة في زحلة… كلهم وحوش من الجنس البربري نفسه… كلنا ضحايا من النوع الآدمي المقهور نفسه… من يوقفهم؟ من يحمينا؟
قاتل روي أمس… أكيد معروف… لا يمكن أن يكون مجهولا… لاحق فريسته كيلومترات طويلة… من جل الديب إلى النهر… لا شك أن معه جهازا خلويا. لا شك أن داتا المعلومات التي يلعب بها بعض الأمنيين على حياتنا الخاصة… كشفت المجرم… قبل أن يفرغ رصاصاته في جسد روي… وبعد أن مضى إلى فريسته التالية… ليس مقبولا ألا يكشف الوحش… وألا يسجن ويلقى في أسفل زنازين العدالة… حيث يستحق… وحيث ينتمي… وليس مقبولا ألا يكشف من أعطاه سلاحا… ومن رخص له حمله… ومن غطى لا رخصته: حزب أو عشيرة أو فائض قوة أو جهاز أو نافذ أو فوضى أو… شيطان…
الناس مشغولون بالقانون… لكن والدة روي قانونها الوحيد أن هذا البلد كافر… ظالم… قاتل لكل شعبه… يكفي أنه قتل ابنها.