يبدو ان قصة السلاح المتفلت لن تجد لها حلا إلا بالكلام والأحلام. كل يوم قتيل أو جريح بالرصاص الطائش أو المتعمد أو بالهوبرة والعنترة الفارغة. في الأفراح والأتراح، في الحفلات وعلى الطرقات، في الملاهي الليلية أو القهوة الصباحية، يضاف إليها نتائج الامتحانات الرسمية التي لا يحلو الاحتفال بها من دون فتح جبهة المارن أو فردان أو النورماندي , وكأن الشهادة المتوسطة أو الثانوية معمودية نار، أو معركة فك الحصار عن ستالينغراد أو فتح الأندلس، أو جواز مرور إلى الأسطول السادس، أو تصريح عبور إلى وكالة الناسا.
منذ يومين سقط قتيل في بعلبك، والبارحة كاد زعران ان يودوا بحياة شاب في زحلة، وليلة الجمعة كاد “رامبو” ان يحول عرس صديقه إلى مأتم في بتغرين. وقبلهم كثر ولا حاجة للتذكير بمحطات لم ينسها اللبنانيون بعد.
صحيح ان الأجهزة أحيانا تتحرك مشكورة وتوقف الجناة والمجرمين، لكن الدولة تتعامل مع النتيجة ولا تعالج السبب. جنود وضباط الجيش يقاتلون على الجبهات والحدود، وموتورون فالتون مارقون يقتلون في الداخل من لا يعجبهم شكله أو قهوته أو زمور سيارته. الجيش يستبق ويضرب ويجهض عن قرب وعن بعد، ويطلع عليك من يدافع عن الارهابيين والقتلة والمأجورين. المعادلة الصحيحة ان السلاح بيد الشرعية بينجح والسلاح بيد الهواة بيجرح.