Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”otv” المسائية ليوم الأحد في 23/7/2017

لم يكتف “مهدي رعد” بدرجة “جيد جدا” في الثانوية العامة قبل أسابيع، رغب بمرتبة أعلى من الامتياز، فكان له ما أراد، ليرتقي شهيدا عند معارك السلسلة الشرقية. هناك عند الجرود اللبنانية، تعود هذه الأرض إلى مساحة الـ 10452 كيلومترا مربعا، إكراما للوطن أولا، ولكل دمعة ذرفت على عزيز سقط، يوم تخاذلت سلطة سياسية أو أمنية، فدفع الثمن خيرة شبابنا وأبطالنا.

هناك عند الحدود، يعود طيف المغوار ميلاد النداف ليرفع راية النصر، وهو الذي نزف دم الشهادة ليلة رأس سنة العام 2000 على يد طلائع التكفيريين، ويحضر معه فرانسوا الحاج ورفاقه، وهم الذين قتلوا ألف مرة ومرة لأن فجر حقيقة نهر البارد ما انجلى بعد.

هناك بين الجبال والأودية والمغاور، سيتوقف نزف جورج بو صعب على “عبرا الأسيرة”، وتكفكف دموع سامر بشعلاني وابراهيم زهرمان على “عرسال الجريحة” التي أرادوها كما عادتها، لبنانية محررة من تجار الهيكل، فغدر بهم بائعو البشر والحجر، بينما استمروا هم ببذتهم المرقطة كما رفاقهم اليوم، أبطالا، يوم كثر الجبناء وسماسرة المناصب والمكاسب.

اليوم، أتت ساعة الحسم، في انتظار ساعة الحقيقة والمحاسبة، حتى لا تذهب التضحيات سدى، ولكي تستطيع بعلبك، اليوم وفي كل يوم، أن تحتفل بمهرجانات الفرح، وعلى بعد كيلومترات قليلة منها، تحتفل الجرود بحريتها، وليحتفل معهما “مهدي رعد” بمرتبة الشهادة.

بين الأمس واليوم، تبدل المشهد، إذ باتت للبنان قيادتان، سياسية وعسكرية، إلى جانب المقاومة، وهي ثلاثية لا تتهيب صعود الجبال، حتى لا يعيش الوطن أبد الدهر بين الحفر.