كل الكلام الصغير يسقط ويصمت أمام الجيش الكبير. لا موازنة ولا سلسلة ولا نفايات ولا كهرباء ولا بواخر ولا مباخر ولا مساخر. حان وقت الجيش. آن الاوان للصامت الأكبر ان يتكلم وان يسكت الآخرون. باسم الجيش اللبناني العظيم اصالة، وباسم الشعب اللبناني العظيم انابة، بزغ “فجر الجرود” بعون الجنود لصون الحدود، كي يبقى لنا وطن ويكون على صورة الأبطال والشهداء ومثالهم.
يخوض الجيش اليوم معركة رد الاعتبار للكرامة الوطنية، التي شرشحتها الأوهام الشخصانية، وصرعتها الأحلام الرئاسية من نهر البارد 2007 وحتى عرسال 2014. كان الجيش يومذاك منصة وصول وجسر عبور إلى السلطة، وما يترافق مع السلطة من أجندات وتسويات وصفقات وشروط وخطوط حمر على السيادة والشرعية والكرامة الوطنية
كان جنوده وضباطه يشترون الوطن بدمائهم، وكان انتهازيون وصوليون يبيعون دماء الشهداء بالمناصب والمكاسب والأموال والأعمال. كان الجيش مكسر عصا. من الآن فصاعدا هو العصا. احتاج الأمر إلى رئيس وقائد. إلى قرار وخيار. احتاج الأمر إلى الايمان بأن الخير موجود في هذا الوطن، وبأن الخير سينتصر في النهاية، وبأن دماء فرنسوا الحاج وبشعلاني وزهرمان وحمية والسيد والبزال ومدلج وجورج بو صعب ونديم سمعان وصبحي العاقوري ونور الدين الجمل وداني حرب وسامر طانيوس وصبحي العاقوري، وغيرهم وغيرهم من الابطال، لم تذهب هدرا، وبأن ذكراهم لن يطويها النسيان، وبأن الانتقام لهم وشيك وان العدالة قريبة.
احتاج الأمر إلى الايمان بأن هذا الوطن يستحق ان نقاتل من أجله، لتكون لنا حياة وتكون أفضل.
“فجر الجرود”، بفخر الجنود، بزغ اليوم.