في المنطق العملي، وفي العلم العسكري الميداني، انتهت فعليا معركة الجرود… هزمت داعش وكل أخواتها. وانتصر لبنان بجيشه وشعبه وكل من قاوم في مواجهة الإرهاب، بأي شكل من أشكال المقاومة… حتى أن البحث بدأ في بعض الدوائر الرسمية والسياسية، في كيفية الاحتفالات بعودة أبطال الجيش، أو بيوم النصر وشهداء النصر في دحر الإرهاب عن أرض لبنان… ذلك أن الاستراحة الميدانية التي شهدها اليوم، ليست غير وقت مستقطع من تاريخ المعركة، لإعادة التقييم والتنظيم… وهو أمر طبيعي تقوم به كل الجيوش. خصوصا بعد التقدم الكبير الذي احرز على الأرض… حتى صار النصر فعلا صبر ساعة أو ساعات…
ولأن التطورات باتت كذلك، بدأ الانتقال في التركيز والجهد، إلى ملفات تالية، أبرزها الآتي:
أولا، ما تبقى من بؤر مسلحة أو متفلتة أو حتى إرهابية، على الأراضي اللبنانية… وفي طليعتها الوضع في مخيم عين الحلوة… بحيث يطرح السؤال: هل يعقل أن يظل اللاجئون الفلسطينيون في هذه البقعة البائسة، ضحايا السلاح الإرهابي؟ أم يجب أن تكون الخطوة التالية، تنظيف المخيم من الإرهاب وتحويله مكانا آمنا لأناس نكبوا مرات ومرات، في انتظار عودتهم إلى وطنهم؟!
ثانيا، السلسلة وملحقاتها، بعدما وقع رئيس الجمهورية اليوم قانونيها… بحيث يفترض أن تنصب الجهود الآن على إنجاز التعديلات اللازمة لسد ثغرها… كما على الورشة الوطنية لتحفيز الاقتصاد… وفي هذا السياق، ينتظر من الجلسة النيابية غدا، ألا تتحول إلى سوق عكاظ للتسويق لتجديد كراسي نواب 2009 المهترئة أصلا بفعل التجديد لها ثلاث مرات وخمسة أعوام… بل أن تكون تحت سقف اللحظة الوطنية الكبرى، من الجرود إلى الوجود…
أما الملف الثالث فهو ما يتعلق بالأوضاع في محيطنا… مع تقدم التطورات الميدانية والسياسية على أكثر من خط وجبهة… وهو ما يقتضي تحركْ لبنان الفاعل، في اتجاه العواصم المؤثرة، ليكون شريكا في رسم ما يتعلق بالأمن اللبناني، على الأقل… في موضوع الحدود والنزوح وغيرها من ملفات مصيرية… وفي هذا السياق برز تأكيد رئيس الجمهورية اليوم، نيته زيارة طهران، بعد نيويورك وباريس…
كثيرة هي الاهتمامات… أما الهم فيبقى سلامة جيشنا ونصره الآتي، ولكن قبل الدخول في التفاصيل، البداية مع الانتحاري اللبناني الذي كاد ان يفجر طائرة قادمة من استراليا الى ابو ظبي…انما في نشرة أخبار المسائية.