الأزمة الإقليمية التي تفجرت نتيجة إعدام الشيخ نمر باقر النمر على أيدي النظام السعودي، ترخي بإرهاصات الحرب والدم والفتنة على المنطقة برمتها. غير أن لبنان سيكون معنياً بها في الأيام القليلة المقبلة، عبر استحقاقين اثنين، قد يشكلان تحديين إضافيين لوضعه الهش. الاستحقاق الأول هو تمديد إضافي ومفتوح للشغور الرئاسي، وهو ما يدفع البعض إلى التحايل عبر ما يسمى التفعيل الحكومي. أما التحدي الثاني فهو اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة الأحد المقبل، مع ما قد يحمله من بحث للصراع بين الرياض وطهران علماً أنه في موضوع الحكومة، لا تزال المصلحة الوطنية هي هي لم ولن تتبدل.
وهي تقتضي أولاً معالجة الوضع الإشكالي لمؤسسة الجيش والمؤسسات الأمنية الأخرى، والذي نتج عن ارتكابات بعض الوزراء ثانياً تطبيق الآلية المتفق عليها للعمل الحكومي. وثالثاً، حصر العمل بما هو ضروري وأساسي، على قاعدة توافق مكونات الحكومة وكل ما عدا ذلك سيكون مضيعة جديدة للوقت أما لجهة اجتماع القاهرة، فمن المتوقع أن يسعى البعض إلى استغلاله من أجل تمرير خطوات تصعيدية، من نوع قطع العلاقات مع إيران، أو رفع مستوى التوتر والعداء بين مكونات منطقتنا. وهو ما لا قدرة ولا مصلحة للبنان ولا لمنطقتنا ولا لكل شعوبها، على حمله، أو ارتكابه. وهو ما على لبنان أن يواجهه بلعب دور العقل والتهدئة والاعتدال والاتزان، وسط هذا الجنون المتفلت جنون بلغ كلاماً هستيرياً هذا بعضه، وهذه ردود العقل عليه.