إذا كان تحرير غالبية الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي في الخامس والعشرين من أيار 2000، قد وضع حدا للبنان الساحة، القوي بضعفه، وإذا كان إخراج الجيش السوري من لبنان في السادس والعشرين من نيسان 2005، قد شق طريق الإرادة الوطنية الحرة، فتاريخ الثلاثين من آب 2017، يوم أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انتصار الجيش اللبناني على تنظيم “داعش”، مضافا إلى تحرير كامل الحدود الشرقية من الإرهاب، قد جعل من الذكرى السابعة والتسعين لإعلان دولة لبنان الكبير التي تصادف اليوم، مناسبة تكرس لبنان الكيان الأثبت في منطقة ملتهبة، والأكثر رسوخا في محيط مفكك، مقدمة إثباتا جديدا إلى أن وطن الأرز كان منذ الأول من أيلول 1920، وهو اليوم، وسيبقى إلى الأبد، أكبر من أن يبلع وأصغر من أن يقسم، وطنا نهائيا لجميع أبنائه، كما تنص مقدمة الدستور.
هذا اللبنان الذي أكد رئيس الجمهورية أمس، أنه كان وما زال وسيبقى كبيرا لا بمساحة أرضه، ولا بتعداد أبنائه أو سكانه، بل بالقيم التي يحملها، وبالرسالة التي يبشر بها، وبالتضحيات التي تقدم من أجله ومن أجل قيمه ورسالته، وفي طليعة هذه القيم، الحقيقة، التي وحدها تحرر. كيف الوصول إلى الحقيقة بناء على طلب الرئيس في رسالته أمس؟.