Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”otv” المسائية ليوم السبت في 2/9/2017

قال نابوليون بونابرت يوما: “إني أرسم خططي العسكرية في أحلام جنودي النائمين”. وفي لبنان يرسم الوطن لوحة مجده وبهاء كرامته، بدماء جنود جيشه المنتصرين ومقاوميه المستشهدين على الحدود مع اسرائيل وفي الجرود مع التكفير.

كتب علينا العيش في بلاد ما بين الشرين: اسرائيل والارهاب. لكن كتب لنا النصر على الشيطانين، في وقت عجز 300 مليون عربي عن تحقيق انتصار واحد يتيم على العدو اللئيم منذ عقود، وباع الغرب تاريخه وقيمه والمبادىء في سبيل المصالح، وقايض حقول الغاز والنفط بحقول القتل التي امتدت من العراق إلى ليبيا، ومن اليمن إلى كسب.

اليوم يعيد الغرب حساباته. نزلت الولايات المتحدة عن شجرة الشرق الأوسط الجديد. الأسد لم يعد عقبة بل مخرجا، إن لم نقل حلا، برأيها. “داعش” الذي كان صعوده سريعا تحول سقوطه مريعا، انكسار في العراق واندحار في لبنان وانتحار في سوريا. الوحش صار فريسة والصياد تحول طريدة. بامكانه الهرب لكن ليس بمقدوره الاختباء. الخيط ربط والسباق انتهى، والنتيجة ستعلن من دير الزور في قابل الأسابيع، بعد انتهاء آخر المعارك الاستراتيجية الكبرى في سوريا، والمنطقة ستدخل عمليا مرحلة انضاج التسويات بين الكبار الذين يرسمون يالطا جديدة، في وقت يتحسس الصغار أعناقهم في زمن الانعطاف واوان القطاف.

وحدها اسرائيل مضطربة وقلقة من المتغيرات المتدحرجة لغير مصلحتها: بقاء الأسد، انهيار “داعش”، تنامي قوة “حزب الله”، تصاعد النفوذ الايراني، عودة الحرارة إلى خطوط العلاقة بين “حماس” وطهران، التطور الايجابي ولو بحذر بين الأردن ودمشق، وتقارب طهران- انقرة المستعاد بعد صدمة اردوغان وخيبة تركيا التي أعلن السلطان اردوغان يوما، في لحظة تجبر وتكبر، انه يريد استعادة حلب والصلاة في المسجد الأموي في دمشق، فإذا به يقاتل في شوارع اسطنبول- القسطنطينية أساسا للحفاظ على عرشه المهزوز.

كل التهويلات والشائعات والهوبرات على لبنان وفي حقه، تصغر كالزوبعة في فنجان. الحدود الشرقية والشمالية آمنة، والحدود الجنوبية مؤمنة، و”داعش” و”النصرة” خارجا. التمديد لليونيفيل تم من دون تعديل المهمات، على الرغم من الزعيق والنعيق الذي قادته جوقة الغربان، وواشنطن سارعت إلى نفي ما نشر حول وقف الدعم العسكري للجيش اللبناني، لا بل أكدت على متانة الشراكة اللبنانية- الأميركية في محاربة الارهاب.

أما التطور الأبرز فكان “الأوكازيون” المفاجىء للعقوبات الأميركية على “حزب الله”، بشكل معاكس للسياق الذي كان يتحدث عن حرب شعواء ستشنها واشنطن على “حزب الله” ومن صادقه أو والاه أو جاراه إلى يوم الدين.

يبقى ملفان كبيران ومهمان: ملف المخيمات الفلسطينية الذي يتولاه منذ زمن اللواء عباس ابراهيم، في اتجاه اقفال ثغرة عين الحلوة. وملف النزوح السوري، أبو الملفات وأخطرها، وهو ملف مفتوح على تطورات ايجابية في الشهور المقبلة إذا اقتنع الجميع بأن المصلحة الوطنية تتخطى التطبيع أو التنسيق مع الدولة السورية.