أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، يحاضر بمكافحة الإرهاب من أطلق على التنظيمات الإرهابية التي خلقها ورعاها، تسمية المعارضة الديموقراطية، المطالبة بحرية الشعوب.
أما أمام المجلس النيابي اللبناني، فيحاضر برفض التمديد من مدد مرات ومرات، ومن نظر للتمديد، وابتكر له الذرائع والحجج والمبررات، التي طالما أقنعت الجميع، إلا من طعن بها أمام المجلس الدستوري.
وما بين المحاضرتين، الدولية والمحلية، شعوب سورية وعراقية ويمنية وليبية أضنتها الحرب، فقتل منها من قتل وشرد من شرد، وشعب لبناني تعب من الدجل، وأنهكته ازدواجية المواقف، وضاق ذرعا بمن يندد بحيتان المال، وهو أولهم، ومن ينادي بمحاربة الفساد، وهو رمزه، ومن يتحدث عن الديموقراطية، وكأنه يؤمن أصلا بتداول السلطة…
لماذا هذا الهلع من قانون الانتخاب الجديد؟ ولماذا هذا الخوف مما يقر يوما بعد يوم من إصلاحات انتخابية مكملة له؟ هل أدرك البعض أنه أخطأ بالتخلي عن قانون الستين، فبدأ يبحث عن مخرج… أو مهرب؟
في كل الأحوال، قافلة استحقاق أيار على أساس القانون الجديد تسير… والباقي تفاصيل، يتابعها على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة من يستعد لإلقاء كلمة لبنان الخميس، واثقا من خياراته، ومطمئنا إلى ثقة شعبه. أما إذ شاء البعض تقصير الولاية الممدة فعلا لا استعراضا، فاللبنانيون جاهزون لوضع حد للمسخرة… مسخرة من هم والإصلاح على طرفي نقيض، ومن هم لشعاراتهم أعداء.