الردُّ السعودي على الاتفاق النووي الايراني – الغربي – الاميركي كان بما سُمي “عاصفة الحزم”. والردُّ السعودي على انفراطِ عقد المعارضة السورية – بعد استدعائها الى الرياض الشهرَ الماضي – استدعى تشكيلَ ما يُسمى بالتحالف الاسلامي، الذي هو بالحقيقةِ تحالفٌ سنيٌ ضد ايران … اليوم، وبعدما تأكّدت السعودية من تبدُد “عاصفة الحزم” في اليمن، وانقلاب الموقف في سوريا، وتغيُّر المشهد في العراق، وانفراط التسوية في لبنان… بعد هذا كلِّه، رَفعت السقفَ ضد طهران، وصعّدت ضد حزب الله، وكبّرت الحجر لجرِّ طهران الى التفاوض، من موقع القويّ المدعوم عربياً واسلامياً، عشية دخول الاتفاق النووي حيّز التطبيق الذي سيَنقل ايران من وضعية الدفاع الى الهجوم، ويَنقل الرياض من الهجوم الى الاستقواء الى الانكفاء …مجلس وزراء الخارجية العرب اتخذ قراراتٍ اكبر من الأحداث. فإيران، وعلى لسان رئيسِها الشيخ حسن روحاني، استنكرت التعرُضَ للسفارة السعودية وعَزَلت مسؤولاً ايرانياً رفيعاً، وهي لم تردّ على إعدام الشيخ النمر ولا على الموت الغامض وغير المبرَر للمئات من حُجّاجها في مِنى، ولا على تفجير سفارتها في بيروت منذ عامين …اما لبنان، فإختار الوحدة الوطنية قبل التضامن العربي. فأعلن وزيرُ خارجيته جبران باسيل انّ قرارَنا هو الابتعاد عن المشاكل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأيّة دولة …وفي الداخل، ثلاثُ محطاتٍ وثلاثةُ مطالب… المحطاتُ هي حوارُ حزب الله – المستقبل الذي اعلن فؤاد السنيورة عدمَ التخلي عنه، وحوار عين التينة بنُسخته الموسّعة، واجتماع مجلس الوزراء… اما المطالب فمرتبطة بالحكومة حصراً وتُشكّل معالجتُها مُنطلقاً للحل، وهي: اولاً، معالجة الارتكابات التي لَحِقت بالمؤسسة العسكرية. ثانيا، الاتفاق على آلية العمل الحكومي. وثالثاً، التوافق على الملفات الرئيسية والمواقف الاساسية.