ليست بسيطة مروحة المدفعية المفتوحة على المواقع اللبنانية … من مرابض غربية وغير غربية… صليات من القذائف من مختلف الأعيرة والأسلحة، تستهدف يوميا، هذا البلد الصغير … بالتدقيق في مصادر النيران وزوايا إطلاقها وبقايا رؤوس الأقلام المتفجرة … يتأكد أن المصدر واحد… إنه اسرائيل … أكان الكلام من ليبرمان … أو من دعاة الليبرالية … أو من أي دعي كان …
مسألتان ظلتا عالقتين: أولا، ما هي الوسائل المتاحة لتنفيذ تلك التهديدات؟ وثانيا: ما هو الهدف الفعلي المطروح تحقيقه من خلفها؟
في مسألة الوسيلة، تبدو الإجابة واضحة … إنه التهويل بعملية عسكرية إسرائيلية … أو التلويح بعدوان جديد … وهي إجابة مريحة للبنان … فالتجارب الماضية حديثا، كما معادلة القوة اللبنانية الراهنة، تكفي للجزم بعبث أي مغامرة اسرائيلية في لبنان … كما تكفي لردع أي مغامر …
أما الهدف المطلوب بلوغه، فلم يلبث أن كشفه بشكل ساطع، وبكلام لا لبس فيه، أسود على أبيض، سفير دولة كبرى في بيروت … ففي حديث صحفي له قبل يومين، قال السفير البريطاني في لبنان، هو غو شورتر، أنه “ينبغي على الزعماء اللبنانيين، أن يفكروا بعمق، في مصلحة الشعب اللبناني، لجهة العلاقة مع اسرائيل”… مضيفا دعوته “إلى أن يؤدي هذا التفكير نحو نموذج من العلاقات السلمية” بين لبنان والكيان الاسرائيلي … كلام صريح، أفظع ما فيه، أنه مريح للبنان … ذلك أنه يكشف الغرض الفعلي من خلف كل القصف الإعلامي والسياسي والدبلوماسي الحاصل …
هكذا تصير المعركة سهلة … فالعدو معروف … والهدف مكشوف … المطلوب سلام مع اسرائيل … فمن في لبنان، أو في المنطقة العربية كلها، يقدر على التساهل في معركة كهذه، أو يقبل التمايز في خوضها؟ إنها معركة مفتوحة، لبقاء النازحين في لبنان، كما لتطبيع علاقات لبنان مع العدو الاسرائيلي … لذلك، تبدو كل القذائف المطلقة صوتية دخانية … وتبدو المعركة سهلة …
فلنبدأ من معركة النازحين … التي انفجرت اليوم …