في اليوم الثاني من ثلاثية مناقشة موازنة العام 2017، انحسرت العاصفة التي اقترفها النائب جورج عدوان، ضد مصرف لبنان… وذلك رغم محاولة تمادي نائب الشوف، بالادعاء أنه يتكلم باسم القوات اللبنانية… غير أن أسئلة كثيرة ظلت مطروحة في هذا السياق:
أولا، كيف يوفق عدوان بين عدوانه، وبين تقدير رئيس حزبه لحاكم مصرف لبنان طيلة أعوام، وحتى تجديد ولايته قبل خمسة أشهر وما بعدها؟
ثانيا، لماذا سارع رئيس مجلس النواب، في مناسبة يوبيله النجماوي الفضي، إلى تلقف فكرة لجنة تحقيق نيابية، ضد الحاكم الذي يحتفل باليوبيل نفسه العام المقبل، قبل أن يتم طي الفكرة؟
ثالثا، لماذا جاء رد النائب فؤاد السنيورة، أحد الشركاء الأصيلين في السياسة النقدية منذ ربع قرن، خافتا خجولا؟
رابعا، لماذا جاء الدعم النيابي الوحيد لعدوان الشوف، من أكرم شهيب، نائب عاليه، شريكة الشوف في دائرة النسبية الجنبلاطية، والصوت التفضيلي الخارق؟
في كل الأحوال، ما لفت في اليوم الثاني من عراضات ساحة النجمه، هذا الميل الشعبوي الجارف في استظهارات معظم النواب… ذلك أن بعض الموالين منهم، والممثلين في الحكومة، بدوا معارضين، لأسباب تسولية انتخابية… أما المعارضون فبدوا مزايدين … وفيما كان هؤلاء العكاظيون يسألون عن مصير المادة 87 من الدستور، حول قطع الحساب … كان المواطن يسأل عن رقم آخر مطابق … كان اللبناني يبحث عن النواب الـ 87، الذين منحوا هذه الحكومة بالذات، الثقة الكاملة، في 28 كانون الأول الماضي … في تاريخ لم يمر عليه الزمن … ولم يمر عليه إلا نهج النفاق الخطابي، لدى بعض من يمثل على الناس وأحزابهم وتياراتهم ومرجعياتهم … بالانفساخ بين موالاة الزعيم ومعارضة الشاشة …