على مسافة أيام من 31 تشرين الأول، عدد الرئيس سعد الحريري انجازات حكومة “استعادة الثقة”، في جمهورية الثقة المستعادة مع الرئيس ميشال عون. ليس عديم الدلالة ما قاله الحريري أمس في البيال.
في السنة الأولى من عهد ميشال عون، ضربنا الارهاب وأرسينا الأمن وعززنا الأمان. ثبتنا الاستقرار النقدي وقلصنا المخاطر المالية. بدأنا تحرير القضاء من السياسة، وحيدنا السياسة عن المؤسسة العسكرية. أعدنا الروح للهيئات الرقابية، وردينا الاعتبار للمؤسسات الرسمية. أنجزنا الموازنة التي غابت وكاد الناس يحلفون بغربتها وخالوها قد أصبحت رابع المستحيلات.
توصلنا إلى قانون انتخاب بعد طول انتحاب واحتراب، والانجاز ليس القانون بل سيكون اجراء الانتخابات في موعدها رغم تشكيك المشككين وعرقلة المعرقلين. ضيقنا هامش العجز ووسعنا حيز الوفر، والأرقام حية تتكلم. أخرجنا الى النور، وبعد عقدين، سلسلة الرتب والرواتب لاحقاق الحق وازالة الغبن، على الرغم من عثرات وثغرات وتحفظات محقة للبعض وعنزة ولو طارت للبعض الآخر.
أعدنا النظر بالتلزيمات، ودققنا بالمستحقات وأحبطنا صفقات وتصدينا لتمريرات وتهريبات، والشواهد كثيرة في عيون المنصفين وقليلة في نظر المتنمرين. استرجعنا الحركة السياحية والفندقية، بشهادة أهل القطاع الذين أكدوا ان صيف 2017 كان الأفضل منذ 7 سنوات، بالرغم من استمرار الحرب السورية وغياب السياح العرب والأجانب، وانعدام الحركة على الحدود البرية باستثناء دخول النازحين، والطوق الظالم المفروض على لبنان من ذوي القربى.
كاد لبنان ان يدخل كتاب الأرقام القياسية في الفراغ، فعوض عنه بملء الفراغ بالرئيس المناسب الذي يكافىء ويحاسب، الذي يراقب ويواكب، لا ينتظر آمالا ولا ينظر أفعالا.
على مسافة سنة، نردد مع الشاعر ولو بتصرف: هذا ميشال عون فجئني بمثله.