هو الجرح الذي عمره ربع قرن ونيف، هو الجرح الذي أبكانا وأدمانا حتى كاد وجودنا والوطن أن يصيرا في خبر كان. هو الجرح الذي نزف في جسدنا والوجدان دمعا ودما، هزيمة وهجرة، هو الجرح الذي صلينا كل الصلوات، ونذرنا كل النذورات، ورجونا رب السماوات، أن يبرأ ويبلسم، لنعود ونبقى وننتصر وينتصر كل لبنان.
ميشال عون في معراب، سمير جعجع يؤيد الجنرال رئيسا للجمهورية، اليوم يمكن لأرواح كثيرة أن ترتاح، اليوم يمكن لكل الراحلين أن يطمئنوا ويسكنوا، اليوم يمكن للأحياء أن يأملوا ويحلموا، وللآتين أن يتفاءلوا ويفرحوا بأن الدم لا يصير ماء، وأنه لا يصح إلا الصحيح.
ليس الكلام اليوم للسياسة ولا للرئاسة، ليس الكلام عن الماضي، ولا عن الآن خطوة اليوم، هي للغد، هي لمستقبل كل إنسان على أرضنا، هي لمصالحة كل خصمين في وطننا. هي لأخوة ومحبة وتضامن ووحدة كل اللبنانيين.
لن نحكي في السياسة اليوم. يكفينا كلام اللقاء وصورته، يكفينا قول صاحب المزامير: “ما أحسن أن يسكن الأخوة معا” مباشرة من معراب، لكن بعد هذه التحية الخاصة من “الأو تي في”.