لن يغلق إمكان سفر رئيس الحكومة سعد الحريري الخط على اتصالات تأليف الحكومة، التي بقيت حرارة التواصل في شأنها فاعلة، مصحوبة باستمرار المساعي والمحاولات لإحداث خرق في جدار الشروط المتبادلة، على اساس توزيع الحقوق، بالاستناد الى ما افرزته الانتخابات النيابية.
وإذا كان مونديال الكرة بلغ دوره الثاني، فإن السباق الحكومي لا يزال في مرحلة الأخذ والرد، من دون أن يعني ذلك أن الأبواب مقفلة بين الأطراف، لأن لغة الكلام لم تتعطل على المستويين المعلن وغير المعلن منها، إن بين الموفدين او المولجين بالتفاوض، او عن طريق الاتصالات والرسائل التي قد تكون في الساعات المقبلة عابرة للقارات، مع وجود الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري خارج الحدود.
محاولات رفع الحواجز من أمام ولادة الحكومة تشهد حركة لافتة في الساعات المقبلة وفق المعلومات، حيث سيشهد “بيت الوسط” اجتماعات مكثفة قبل سفر الحريري، من أبرزها التاسعة مساء بينه وبين رئيس “تكتل لبنان القوي” الوزير جبران باسيل.
وقبيل لقاء الحريري- باسيل، أكد مصدر مطلع لل”OTV” أن الاجتماع يصب في إطار التشاور المستمر، انطلاقا من مبدأ الانفتاح على الجميع والحوار مع كل الأطراف الراغبة بالتواصل.
المصدر شدد على أن التفاهم مع رئيس الحكومة المكلف ثابت والتسوية مستمرة، لافتا إلى أن “التيار الوطني الحر” يخوض كما في كل المرات معركة دفاع عن حقوق عائدة له، ولا يشن حربا على الآخرين لنيل مكاسب اضافية. واعتبر المصدر ألا تناقض بين التفاهم والتسوية من جهة والحقوق من جهة أخرى.
أما بالنسبة إلى “القوات اللبنانية”، فسأل المصدر: هل انتقل رئيس “القوات” إلى ضرب تفاهم معراب بالعلن، بعدما كان يستهدفه بشكل مضمر طيلة الفترة الأخيرة؟ وأضاف: من يتهم أخاه بالفساد بهذا الشكل الواضح، ألا يعمل على ضرب التفاهم بمفهومه الشعبي بعدما خرج عنه بمعناه السياسي الذي يسمو على موضوع الحصص؟
المصدر عينه اعتبر أن يمكن ايجاز سياسة “القوات” في المرحلة الراهنة بثلاثة عناوين: الأول، دفاع كلامي عن تفاهم معراب وأهمية الحفاظ عليه، فيما الهدف استخدامه لتحصيل المغانم والحصص. والثاني، إصرار على كسر نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة عبر الترويج لفكرة المساواة في التمثيل بين “القوات” و”التيار”، فيما الحقيقة أن تكتل “التيار” حجمه مضاعف عن حجم تكتل “القوات”. أما العنوان الثالث، فالتركيز على مقولة: إما أن تعطينا من حصتك لنرفع حجم حصتنا عن غير حق، أو أن نتهمك بالإنقضاض على المصالحة المسيحية.
لكن، على رغم ما تقدم- يتابع المصدر- ف”التيار الوطني الحر” على موقفه: لا يحارب “القوات” في حق من حقوقها، لكن لا يقاتل من أجل منحها المزيد، كما فعل في المرة السابقة حين كان التفاهم السياسي محترما من جانبها.
أما بالنسبة إلى العقدة الاشتراكية، فالمنطق نفسه ينطبق. ف”التيار” يتمسك بحقه، ولا يقبل أن يوضع أمام معادلة إما ان تتنازل عن حقك او أنك تضرب المصالحة، أو سوى ذلك من المقولات، يتابع المصدر، الذي يختم بالقول: موقفنا ثابت، و”التيار” لن يتزحزح عما هو حق له، ولن يسمح بأن ينال أحد من أي حق من حقوقه، مهما تعددت اللقاءات واستمرت المشاورات.