Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في” المسائية ليوم السبت في 21/07/2018

التطورات الحاصلة إقليميا ودوليا، تجعل من الساحة اللبنانية مساحة للاستقرار إذا أحسنت القراءة والاستثمار، أو ساحة لتصفية الحسابات والانتظار واللاستقرار إذا ركب البعض رأسهم وسلم القرار إلى ما وراء الحدود والبحار.

من قمة هلسنكي التي بدأت تتكشف ملحقاتها غير السرية، من الجنوب السوري إلى القنيطرة إلى ادلب، والانهيارات في صفوف المسلحين، واستعادة درعا مهد ما سمي بالثورة على نظام بشار الأسد، وإعادة النازحين في لبنان والأردن إلى ديارهم، مرورا بقرار الكنيست الاسرائيلي غير المسبوق في تاريخ الدولة العبرية التي قامت اغتصابا وعنوة العام 1948، إلى التظاهرات والاحتجاجات غير العفوية في العراق وخصوصا في المناطق التي لايران تأثير واضح فيها من البصرة إلى النجف إلى بغداد، في اطار لعبة الضغط على طهران، وصولا إلى العمق الايراني حيث كشفت السلطات الايرانية اليوم ومن دون أي حرج عن سقوط دزينة من الحرس الثوري في مواجهة ارهابيين مسلحين على الحدود مع كردستان العراق.

نزولا إلى اليمن الذي أثمرت “عاصفة الحزم” فيه عن عودة الكوليرا التي نسيها العالم، وإلى تجدد المجاعة التي تذكر العالم انها ليست فقط محصورة في الصومال واريتريا واثيوبيا والسودان على المقلب الافريقي، بل أيضا في اليمن الذي كان اسمه في ما مضى “اليمن السعيد”، بلد الحضارة وسد مأرب ومملكة سبأ.

قمة هلسنكي المطلة على البلطيق أو يالطا الجديدة، بعد سبعة عقود وأكثر على يالطا القديمة على البحر الأسود، أعادت الروح إلى الدب الروسي على الساحة الدولية، وردت بعض الاعتبار إلى النسر الأميركي المجروح في الحلبة السورية والأجواء الشرق أوسطية.

رقعة الشطرنج جاهزة والأحجار تتحرك والبيادق تترقب النقلة الأخيرة قبل كش ملك. الوسائل العسكرية استبعدت والأدوات المحلية استهلكت والرهانات استنفدت.

وفي الداخل، يمعن البعض في لعبة التذاكي والتباكي وتحريض النفوس واستدرار الفلوس. صحيح ان الوضع الاقتصادي متراجع بفعل تراكم أفضالهم ومآثرهم منذ عقود، لكنه قابل للاستنهاض وعبثا يكذبون. الوضع المالي مستقر والليرة صامدة وستبقى، وعبثا يولولون. السياحة ناشطة وناهضة وأفضل من سنواتهم العجاف، وعبثا ينوحون. سنوات الوصاية وأيام الولاية والتبعية والوشاية ذهبت ولن تعود، ولن يكون هناك بابراك كارمل ولا رستم باشا وعبثا يترحمون. الحكومة الآتية ستكون على صورة اللبنانيين الصابرين الطيبين الأنقياء والشرفاء، وعبثا يكابرون.

اليوم كلام الرئيس في النهار واضح وضوح الشمس، لا يحجبه ظل ولا يمحوه الليل.