مر قطوع الجبل- إلى حين- وختم الجرح على زغل ولو مؤقتا. الظاهر من رأس جبل الخلافات كلام وئام وهاب بحق الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وغير الظاهر هو السباق على قرار الجبل ولمن الكلمة الاولى فيه واليد الطولى. جنبلاط وحلفاؤه أم وهاب وحلفاؤه، من دون تغييب ابن البيت اللبناني العربي المعروفي العريق طلال ارسلان، الذي فتح نارا متوسطة على وهاب لكلامه، وأعيرة ثقيلة على جنبلاط لأفعاله.
للمرة الاولى منذ عقود وعهود، تدخل قوة أمنية بهذا الحجم الى الجبل من أجل شخص واحد، في وقت يقاتل الجيش اللبناني عصابات الأشرار والطفار التكفيريين والإرهابيين، تجار المخدرات والمجرمين في كل مكان من أجل الوطن.
الجاهلية اليوم شيعت محمد بودياب، لكنها لم تدفن مخاوفها- كما باقي الجبل ولبنان- مما هو آت في ظل التوتر والتعثر والتمحور الذي يخيم على المشهد الداخلي. كشفت حادثة الجاهلية عما في الصدور وخلف السطور. بشاشة في العلن وهشاشة في الخفاء. استنفار للحساسيات الطائفية واستحضار للحسابات المناطقية. لا رمانة ولا قلوب مليانة بل أبعد وأكبر وأخطر.
جنبلاط زار “بيت الوسط” وكان ما كان، بالمصادفة أو بالتعمد. وهاب في الجاهلية لم يزره “حزب الله”، لكن الرسالة كانت أسرع من الرتل الامني الذي دخل الشوف بغطاء من جنبلاط. وصلت الرسالة وتوقفت الأمور عند الحد الذي وصلت اليه.
ما هو موقف “حزب الله”؟ الموقف كما أبلغه الحزب لل”otv” مساء يتضمن الملاحظات والخلاصات الآتية: كان الأجدى والأحرى بمن أعطى التعليمات للتوجه الى الجاهلية ان يترجم مبدأ الدولة العاقلة وليس الدولة الغاشمة. فما حصل هو عملية أمنية وليس تنفيذا لقرار قضائي. ووئام وهاب- مع رفض “حزب الله” للكلام المسيء للرئيس الشهيد رفيق الحريري ولجميع الشهداء والمسؤولين والناس- ليس إرهابيا أو فارا من وجه العدالة ليتم تكليف قوة متخصصة بمكافحة الإرهاب بجلبه من عقر داره وتبليغه بشكل مغاير للأصول والأعراف والمعايير.
وذكر “الحزب” بارتكابات وانتهاكات أحمد الأسير الذي صال وجال وتجبر وتكبر لأكثر من سنتين، وبعض من الدولة يداريه ويراضيه ويراعيه، وكان يمكن له ان يبقى حيث هو لو لم يبادر هو الى الاعتداء على الجيش، ما أدى الى التعامل معه بالشكل المعروف وإنهاء الوضع الشاذ الذي تسبب به، ويضيف “الحزب” ان ما حصل مع وئام وهاب كاد يشبه ويتماثل مع ما حصل مع الوزير السابق ميشال سماحة قبل سنين، وهو ما لا نقبله مع وئام وهاب لا في الشكل ولا في المضمون.
وأضاف “الحزب” ان التعرض للأعراض والكرامات والمقامات يتم كل يوم ضد شريحة كبيرة في المجتمع اللبناني، فتتهم باغتيال الرئيس الحريري والاتجار بالمخدرات وغسل الأموال وكل ما يحتويه معجم الإهانات والإفتراءات من مفردات ومصطلحات، ونحن لا نرد ضنا بالاستقرار الداخلي وحفاظا على التعايش السياسي واحتراما لرغبات وارادات المخلصين في البلد.
وكرر “الحزب” رفضه التعرض لمقامات ورجالات وتضحيات اي مكون لبناني، رافضا في المقابل ان يتخذ اي فريق من مواقف او كلام اي شخصية او جهة ذريعة وغطاء لتغيير توازنات او فرض معادلات، والرسالة التي يوصلها “الحزب” الى من يعنيهم الأمر هي انه لن يسمح باستفراد وئام وهاب ولن يتركه وحيدا.