IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في” المسائية ليوم الأحد في 30/12/2018

بدأ الربيع العربي بثورة الياسمين في تونس وانتهى في عاصمة الياسمين في دمشق. اجتمعوا على سوريا لكسرها وها هم اليوم يجمعون عليها في نصرها. من مشارق الارض ومغاربها، من اوروبا الى افريقيا، جاؤوا الى اقدم عاصمة مأهولة في التاريخ لتغيير وجه المنطقة واعلان النظام العالمي الجديد، من هذه البقعة التي انكفأ عنها هرقل وانكسر فيها هولاكو وخسر فيها غي دو لوزينيان وخر فيها صريعا قانصو الغوري ودحر فيها جمال باشا ومصطفى كمال وجلا عنها كاترو.

7 اعوام عجاف ضربت فيها المواعيد وحددت فيها التواقيت لسقوط الأسد وحكمه، ومضت السنوات ورحلوا وبقي الأسد سواء احببته ام كرهته، واليته ام عاديته. قيض لسوريا ان يقف الى جانبها حلفاء واصدقاء جمعوا بين العقيدة والوفاء والمصلحة والرؤية المشتركة ولحسن حظها- اي سوريا- وجدث في مواجهتها خليطا عجيبا مريبا رهيبا من ذوي الوجوه المالحة والنفوس الكالحة باستثناء معارضة داخلية لم تعمر طويلا لانتقال غرفة العمليات الى الخارج والاقليم.

يقول هيغل: الذي لا يتعلم من دروس التاريخ محكوم بتكراره. لم يتعلم هاجوج وماجوج الامم والاقوام والاعلام التي رفرفت من القامشلي الى الحسكة الى دير الزور الى الرقة الى تدمر الى درعا الى الغوطة الى حمص وحماه وحلب وادلب الى حدود وجرود لبنان، ان اميركا تعطيك المظلة للفرجة والنظر وتأخذها منك في العاصفة والمطر، كما قال عملاق السياسة يوما كميل شمعون بعد احداث 1958.

من تخلى عن البولنديين والقوزاق والتشيك والمجر والافغان وشاه ايران وزين العابدين والفيتناميين ومبارك والسيسي وصالح ونورييغا، واليوم عن الاوكرانيين والسعوديين والاكراد والاتراك، لن يجد غضاضة في التخلي مجددا عن الاكراد والسوريين او قسم منهم لمصيره امام الدب الروسي والذئب الاغبر التركي.

بعد سبع سنوات يعود الابن الشاطر او الاولاد الشاطرون الى عاصمة الامويين بعدما صرفوا ما في الجيب ولم يبق لديهم ما يقيهم ما سيأتيهم من الغيب والعيب. كشفت الحرب السورية الاحجام واماطت اللثام عن الكواليس والاوهام وقضت على الاحلام من حلب الى كسب ومن الجولان الى معرة النعمان ومن دير الزور الى دير معلولا. اليوم الامارات وغدا البحرين وبعدها باقي العرب من المحيط الى الخليج واوروبا واميركا ربما ليس الان حفاظا على ماء الوجه، لن تنتظر سوريا قرارا باعادتها الى جامعة الدول العربية، بل تنتظر وهو الحاصل ان يعود العرب اليها.

مرة جديدة يعيش حلفاء اميركا ساعة تخلي ويعيش اصدقاء سوريا ساعة تجلي. ومرة جديدة يسقط القاصر امام القيصر ويقول بوتين لترامب: كش ملك.

وفي لبنان دخل الجميع في عطلة الاعياد الا الناس المغبونين المقهورين المعوزين. كان العيد للاطفال فصار للطفيليين، كان العيد للبراءة فصار للتبجح والغطرسة عباءة، كان العيد للمحبة والرجاء فصار عروضا للازياء، كان في القلب دعاء فصار على اللسان ادعاء. كان الصغار يرجون تحقيق امنية فصار الكبار يترجون معجزة تشكيل الحكومة اين منها الانجاز والاعجاز؟

المشاورات في اجازة العيد والتأليف الى ما بعد العيد كما هو مأمول ومرجو. واولى علاماته لقاء بين رجل العام والامن العام عباس ابراهيم و”اللقاء التشاوري” يكون مسك الختام وهدية العام بإذن الله.