IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في” المسائية ليوم الأحد في 02/06/2019

في العلن، كلام على حافة الصدام وفوهة الخصام بين واشنطن وطهران، وفي القمم رسائل عربية وخليجية بالبريد الايراني إلى واشنطن بالا تتركينا في بحر ايران الهائج. وفي الكواليس تحركات ووساطات سويسرية ويابانية بمباركة أميركية، لبث الحرارة في الخطوط المقطوعة بين الامبراطورية التي حكمت العالم القديم لمئات السنين، وبين الامبراطورية التي تريد حكم العالم الجديد إلى أبد الآبدين.

وزير الخارجية السويسري يتحدث عن دور بلاده في التقريب بين البلدين، ورئيس الوزراء الياباني يطير إلى طهران للقاء السيد الخامنئي، في زيارة غير مسبوقة لمسؤول ياباني شكلا ومضمونا، ومايك بومبيو الخليفة المفترض لسايروس فانس وجون فوستر دالاس وهنري كيسنجر وجورج شولتز وجيمس بايكر، لم يتوصل حتى الساعة لفرض معادلة ترامب الجديدة: “صفقة القرن” مقابل الاتفاق النووي، والباقي اكسسوار وحرف أنظار. تقبل ايران ب”صفقة القرن” فيعيد ترامب الاتفاق النووي إلى الوجود.

إلا أن ما حصل ويحصل في اسرائيل، خلط الأوراق وقلب التوقعات وبدل في مسار التطورات. نتنياهو يفشل في تشكيل حكومة رغم فوزه بالانتخابات. ستكون هناك انتخابات للمرة الثانية هذا العام في اسرائيل، ما يعني ان “صفقة القرن” تم ترحيلها إلى الخريف وما بعد الخريف ربما، هذا إذا بقي نتنياهو الذي يكافح للبقاء في الحكم بدلا من ان يناضل لاحقا للخروج من السجن الذي ينتظره بتهم الفساد وصرف النفوذ واساءة استخدام أموال الدولة.

هذا التطور الاسرائيلي، خطف أضواء المواجهة الأميركية- الايرانية، وخفف من ضوضاء القمم العربية، وايران تتنفس الصعداء، وترامب غاضب لأن نتنياهو لم يستفد من الوزنات والخدمات والهبات التي أعطيت إليه في القدس والجولان و”صفقة القرن”، لذا يعود ترامب إلى المربع الأول في العلاقة مع ايران: تارة معاداة وتارة مراعاة بشرط أن توقف تدخلها في سوريا وتوقف تمويلها ل”حزب الله”، وهذا يعني باللغة الأميركية الفجة والواقعية أن الحفاظ على مصالح اسرائيل فوق كل اعتبار عربي أو خليجي، مهما تعددت القمم واستنفرت الهمم.

وفي قراءة السيد نصرالله الأخيرة ومواقفه الواضحة في المشهد العربي والاقليمي، خط بياني استدلالي لا تخطئه عين أعشى لما ستكون عليه الأوهام في قابل الأيام.

وفي الداخل رمايات تصحيحية لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل لابعاد الأرضية المشتركة مع الشركاء بمنأى عن النيران الصديقة.