“مرة جديدة، استغل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ذكرى استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، ليلقي كلمة، تناول فيها ملابسات تشكيل الحكومة العتيدة، وضمَّنها مغالطات كثيرة، وأقوالا غير صحيحة لسنا في وارد الرد عليها مفصلا، لتعذر اختصار أربع عشرة جلسة ببيان. لكن تكفي الإشارة الى أن ما أقر به رئيس الحكومة المكلف في كلمته، كاف للتأكيد، بأنه يحاول من خلال تشكيل الحكومة فرض أعراف جديدة خارجة عن الاصول والدستور والميثاق”.
بهذه الأسطر القليلة، والمعبرة، ردَّ مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية على ما صدر عن الحريري اليوم، وخلاصته أن رئيس “تيار المستقبل” متمسك بالخروج على ثلاثية الميثاق والدستور والمعايير الموحدة، محاولا إيهام اللبنانيين بأن الخروج من الأزمة الإقتصادية والمالية وتداعياتها المعيشية، إنما يتوقف على موافقة رئيس الجمهورية على التشكيلة التي رفعها، وكأن اللبنانيين شعب غير مسيس ولا يفهمون، بالتالي إن ما يجري لعبة مفضوحة لإعادة عقارب الساعة سنوات طويلة إلى الوراء، إلى حيث كان التوازن مفقودا، والشراكة الوطنية شكلية والعيش المشترك مجرد شعار.
في كل الأحوال، لن يعلو صوت مهما ارتفع، فوق الصوت المطالب بالحق، والمدافع عن الحقوق، في مواجهة الهجمة الشرسة القديمة الجديدة، الفاشلة حتما. وفي هذا السياق، كلمة مرتقبة لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ظهر الأحد المقبل، علما أن عضو “تكتل لبنان القوي” النائب جورج عطالله يطل في مستهل النشرة للتعليق على مضمون كلمة الحريري.
لكن، بعيدا من السياسية، الأهم اليوم بدء مسيرة ألف ميل اللقاح، الذي يشكل حبل النجاة الوحيد من فيروس الموت، الذي خطف اليوم الكاتب والمحلل السياسي جورج عبيد، ولعائلته من عائلة “الأوتيفي” كل المحبة والعزاء.