بين السابع من آب 2001 والسابع من آب 2021، عشرون محطة بعشرين عنوان. أما الغاية الأسمى، فبقاء الوطن وبناء الدولة، وتحقيق الحلم الذي لن يبقى في خانة المستحيل.
فمن صرخة “حرية سيادة استقلال” التي اختصرت في 7 و 9 آب 2001 كلَّ صرخات الشباب والطلاب، وجميع الوطنيين، إلى إطلاق مسار استعادة الديموقراطية في مواجهة سلطة الوصاية، من خلال محطتين انتخابيتين عامي 2002 و2003، ثم الدعوة الى الوحدة الوطنية في مواجهة التحولات الدولية عام 2004، إلى محطة التضامن الوطني بعد جريمة 14 شباط 2005، التي أعقبها الانسحاب السوري، ثم عودة العماد ميشال عون من المنفى، ونشوء تكتل التغيير والإصلاح بأكثر من سبعين في المئة من أصوات المسيحيين.
ومن تفاهم مار مخايل المفتوح أمام جميع اللبنانيين، ثم التصدي الوطني لعدوان تموز 2006، إلى رفض أي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك، من خلال الاعتراض على الحكومة المبتورة سنة 2007، إلى استعادة المشاركة في صناعة القرار الوطني عبر الدخول إلى السلطة التنفيذية للمرة الأولى عام 2008، ثم الانتصار الانتخابي على أكبر تحالف بين الداخل والخارج سنة 2009.
ومن طرح قضية قطع التدقيق في حسابات الدولة والإبراء المستحيل، واقرار خطط الكهرباء والسدود والنفط والغاز عام 2010، والتي تمت عرقلتها لاحقا، إلى رفض الإرهاب في الدول المحيطة والتحذير من مخاطر النزوح السوري سنة 2011، ثم المطالبة بإقرار قانون انتخابي يصحح التمثيل بشكل أكبر، مع رفع الصوت ضد نوايا التمديد عام 2012، وصولا إلى تقديم اقتراح قانون يقضي بتأسيس محكمة خاصة بالجرائم المالية عام 2013، من دون أن يقر الى اليوم.
ومن رفض تخلي الدولة عن مسؤوليتها في التصدي للإرهاب المنقض علينا من الجرود الشمالية الشرقية عام 2014، ثم رفض التعميم إبان التحركات الشعبية عام 2015، الى انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية، من خلال تفاهم وطني عريض سنة 2016، ثم تحرير لبنان من الارهاب وإقرار أول قانون انتخاب يصحح التمثيل على أساس النسبية والصوت التفضيلي وانتخاب المنتشرين عام 2017، وصولا إلى انتخاب أكبر تكتل نيابي بعد تسونامي 2005 وانتصار 2009.
ومن مواكبة التحولات الشعبية بمعركة استعادة الأموال المحولة وإقرار قوانين الاصلاح عام 2019، الى معركة التدقيق الجنائي والوقوف مع الناس في مواجهة جائحة كورونا، ثم التضامن الوطني والإنساني بعد كارثة المرفأ، إلى سنة 2021، عام المطالبة برفع الحصانات وبالعدالة ووضع الخطط لإعادة البناء.
من عام 2001 الى عام 2012، ومن كل تلك المحطات، خلاصة واحدة مفادها أن السابع من آب ليس يوما واحدا في تاريخ وطن. إنه تاريخ يختصر تاريخا، وهو فكرة عنوانها الأمل ونبذ اليأس والاستسلام.
إنها عشرون عاما بعشرين محطة، استذكرها اليوم تحرك رمزي في ساحة السابع من آب في العدلية. ومن الذكرى نبدأ نشرة الاخبار.