كل الإيجابيات حملها وجاء بها دفعة واحدة إلى بيروت، زعيم المستقبل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري… إيجابية أولى أنه عاد إلى وطنه الأول. بعد غياب طويل وعودات متقطعة. نذكر منها واحدة كانت لتمويل الجيش بعد مذبحة عرسال. قبل أن يسقط التمويل وتسقط عرسال وتستمر المذابح… ونتذكر منها عودة أخرى للاحتفال بعيد ميلاد العماد عون. قبل أن يتحول العيد إنكارا يقارب المنكر… إيجابية ثانية حملها الحريري لآلاف المواطنين من عائلات موظفي شركات تيار المستقبل… ألا وهي وعد جديد متكرر بدفع متأخراتهم العالقة منذ شهور طويلة. وهو ما أكده مسؤول مستقبلي موثوق… إيجابية ثالثة، أن الحريري قدم أمس خدمة كبيرة في سبيل تصليب المصالحة المسيحية وتمتينها وتأكيدها وتأبيدها. من حيث شاء أم لم يفعل. كأنه بذلك يرد التحية لوالده الشهيد، الذي فرض عليه فرضا أن تشهد عهوده نفي العماد عون واعتقال الدكتور جعجع. فجاء ابنه أمس ليكرس اتفاقهما، بآلاف رسائل الحب التي وجهت إليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من قبل الأكثرية المسيحية الساحقة والمتوافقة… تبقى إيجابية رابعة، أن زعيم المستقبل وعد بحضور جلسة 2 آذار في المجلس النيابي. لتكون أول مرة يمارس فيها نيابته الممددة، في مناسبة بلا نصاب ميثاقي… تبقى إيجابية أخيرة منتظرة للزيارة الحريرية. أن يلتزم الرجل، وهو المعروف بالتزامه، بالعبارة الأخيرة من خطابه: ماذا لو كان رفيق الحريري حيا … سؤال جوابه عند سعد الحريري وحده، مهما تأخر، لكنه سيأتي يوماً. تماما كما أتى الحريري يوم أمس.