في موسم الانتخابات، يتبارون في التنديد بمساوئ النظام. يطلقون الشعارات الرنانة، ويوزعون اللوحات الاعلانية المكلفة على المفارق والطرقات وفي الساحات،… وعند دعوتهم الى البحث في تعديل النظام او بحث بعض بنوده لتطويره، يتنصلون. أما عند وضعهم أمام مسؤولياتهم حيال تطبيق بند جوهري من بنود النظام والوفاق، كاللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، فيتبارون في الهرب من الحوار.
وفي موسم الانتخابات النيابية أيضا، يتبارزون في التهجم على “حزب الله”، قاصدين بذلك، لا الحزب وحده، بل حلفاءه المسيحيين قبله. أما عند وضعهم أمام مسؤولياتهم للبحث في الاستراتيجية الدفاعية، فيتبارزون في ابتداع الحجج وخلق الذرائع للاعتذار عن الحوار.
وفي موسم الانتخابات أيضا وأيضا، يتسابقون على التذمر من الأوضاع المعيشية، الناتجة عن الوضع الاقتصادي والمالي المعروف. يزعمون الحرص على الناس والقلق على مصيرهم، فيما همهم الفعلي مقعد بالزائد او بالناقص، وحضور سياسي أقوى، يعبرون بواسطته من الاستحقاق النيابي الى الحكومي فالرئاسي. أما عند وضعهم امام مسؤولياتهم للنقاش في خطة للنهوض والتعافي في جو من التفاهم الوطني العام، فيختفون عند الدعوة الى الحوار.
هذه هي ببساطة حقيقة غالبية الشخصيات والقوى التي تزعم المعارضة اليوم، وتطمح الى تزعم الموالاة بعد الانتخابات. بأسمائهم تعرفونهم ومن تاريخهم وسيرهم الذاتية تقرأون المستقبل.
في الحرب حرقوا البلد، وفي السلم سرقوه. أما المستقبل، فلا يريدونه إلا استمرارا لماضيهم المحروق، وتكريسا لحاضرهم الأسود.
أشهر قليلة، وتدق ساعة الحقيقة. والشعب سيكون عمليا مصدر القرار. فهل يستسلم في الانتخابات المقبلة لأكاذيبهم المستمرة منذ ثلاث سنوات، ويخضع لنفاقهم المستمر منذ ثلاثة عقود؟.