تحت شعار “العين بصيرة واليد قصيرة” أبصرت موازنة العام 2022 النور اليوم في بعبدا، على وقع تشديد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على وجوب ان يترافق المشروع مع خطة التعافي، التي يجب ان تتضمن تحديد الخسائر وكيفية توزيعها، مع الإصرار على عدم المس بصغار المودعين، اضافة الى الإصلاحات الهيكلية والبنيوية ومكافحة الفساد، بدءا بالتدقيق الجنائي. اما مشروع الموازنة الحالي، اكد الرئيس عون، فلا يطرح أي توجهات إصلاحية بما يخص النظام الضرائبي، ويكتفي برفع الإيرادات على بعض الأبواب التقليدية في الموازنة.
وفيما كان رئيس الحكومة يكرر بأن المشروع المطروح لا يفرض ضرائب مباشرة جديدة، بل يرفع الرسوم بدل الخدمات، انهمك رواد مواقع التواصل “بالتنقير” على كلامه عن البن والشاي، ووجوب ان نتحمل بعضنا في هذه المرحلة الصعبة لأن الدولة “بطلت قادرة تدفع”. كل ذلك، في موازاة تأكيد وزير الاتصالات بأن سعر صيرفة مصير قريب لفواتير الخلوي.
وفي انتظار الصيغة النهائية للمشروع بعد سلوكه طريق اللجان وعبوره في الهيئة العامة، وعلى وقع تعيينات عسكرية طرحت وأقرت من خارج جدول الاعمال وسط تحفظ من وزراء الثنائي الشيعي، شكلت الافكار التي طرحها الموفد الاميركي في شأن ترسيم الحدود مدار نقاش اليوم على اكثر من مستوى، على أمل بلورة تصور مشترك لمقاربتها، وسط اشارة اكثر من مسؤول الى ايجابيات على هذا الصعيد.
لكن، قبل الدخول في العناوين المطروحة، ولأننا على مسافة ثلاثة أشهر تقريبا من الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 15 أيار المقبل، الموعد الذي يمارس فيه الشعب حقه الدستوري بأن يكون مصدر كل السلطات، “تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019.
تذكروا مثلا مين اقر وطبق واستفاد من السياسات الاقتصادية والمالية يللي عم ندفع ثمنها اليوم، ومين حذر بالمقابل من تداعياتها من عشرات السنوات، بمواقف موثقة بالصوت والصورة.
تذكروا مين خبركن انو لبنان منهوب مش مكسور، وما كنتوا تصدقوا، وما تنسوا كيف كانوا الآخرين، كل الآخرين من دون اي استثناء تقريبا، يبرروا ويدافعوا عن المسار السيء، ويخوفوكن دائيما من أي تغيير لأنو سعر صرف الدولار بيرتفع، وبينهار الاقتصاد.
ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية”.