Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ “OTV” المسائية ليوم الجمعة 19-2-2016

 

مشهورة جدا المعادلة المنطقية والنكتة الشعبية، بين المبدئيا والعمليا… مبدئيا، كلنا نعرفها منذ زمان. عمليا، صارت تنطبق علينا منذ زمان أيضا… فمبدئيا، يملك الجيش اللبناني واحدا من أقوى أسلحة الجو الحربية وأحدثها في المنطقة. ذلك أن موسكو، ومنذ كانون الأول 2008، منحتنا 10 مقاتلات ميغ 29. تلبية لمبادرة شجاعة من أحد وزراء الدفاع… سبعة أعوام مضت على هدير الميغ في أجوائنا. ربما صارت بحاجة إلى صيانة، مبدئيا… لكن عمليا، لم يحصل جيشنا على شيء… مبدئيا أيضا، يملك لبنان واحدا من أكثر الألوية القتالية تجهيزا وتسليحا في الشرق الأوسط. وذلك بعدما قررت طهران في تشرين الأول 2014، منح الجيش اللبناني طاقما كاملا من سلاح وعتاد وذخيرة، من دون رجال طبعا، لإنشاء لواء مؤلل قتالي حديث… حتى أن وزير دفاع آخر، هو نفسه وزير البارولي بارولي، ذهب إلى قلب إيران وحمل الهبة في حقيبته غير الدبلوماسية، وعاد وسلمها كاملة خلنج إلى قيادة اليرزة، بعدما مدد لها خلافا للقانون… لكن عمليا، لم يستلم جيشنا شيء… ومبدئيا أيضا وأيضا، تعد قوانا المسلحة من أغنى الأسلاك العسكرية في العالم. فعلى مدى أقل من سنة، سلمتها الرياض عدا ووعدا، أربعة مليارات دولار أميركي… عمليا، لم نتسلم إلا بضعة صواريخ خردة فرنسية… الباقي لا شيء… عندما ألغي اتفاق القاهرة في حزيران 1987، أي بعد نحو عشرين عاما على توقيعه مبدئيا، وأكثر من دزينة أعوام على سقوطه عمليا، كتب الرئيس المثقف الراحل شارل حلو: هناك ثمة موتى، يجب أن يموتوا… المهم اليوم أن لبنان سيحيا، وأن شعبه سيحيا، وأن جيشه سيحيا، عاش لبنان… ولو بصيف وشتاء تحت سقف شباط الواحد، كما سنكشف ونكتشف، بعد ثلاثين ثانية فقط.