فيما كانت إيران تعلن عن تقديمها سبعة آلاف دولار أميركي لكل شهيد فلسطيني، وثلاثين ألف دولار لكل بيت فلسطيني دمره الاحتلال الصهيوني، كان نهاد المشنوق ينذر لبنان بضرورة الاعتذار… طبعا لا رابط بين الخبرين. ولا نسبة قياس أو مقارنة بين السعودية وطهران. فالرياض شقيقة قريبة لبيروت. فيما طهران صديقة بعيدة. الرياض عريقة في حضورها اللبناني، وخصوصا في حضور اللبنانيين فيها منذ عقود فاقت نصف قرن. فيما طهران حديثة العلاقة مع لبنان، عبر دعمها للمقاومة اللبنانية، واللبنانيون لم يتبادلوا معها أي استثمار بعد… لهذه الأسباب والمعطيات، يبدو الاستيضاح ضروريا من الوزير المشنوق: اعتذار عن ماذا تحديدا؟ حتى لا يضل المعتذرون ولا يخطئ العاذرون. فإذا كانت المسألة موقف لبنان، فلا بد مرة جديدة من تكرار الموقف المقصود، عل التكرار ينفع. قالت الخارجية اللبنانية حرفيا أنها “متضامنة مع المملكة العربية السعودية ضد الإعتداء الذي تعرضت له سفارتها وقنصليتها في ايران، وذلك التزاما منا بالإتفاقات الدولية ورفض انتهاك حرمة اي سفارة او بعثة ديبلوماسية، خصوصا اذا كانت للمملكة. كما التزاما بالمادة 8 من ميثاق جامعة الدول العربية، الذي ينص على عدم التدخل في شوؤن الدول الداخلية”… انتهت حرفية موقف لبنان، ولم تنته الأزمة… ثم، إذا كان هذا هو السبب فعلا، فلقد مضى على الواقعة أكثر من أربعين يوما. خلالها وبعدها التقى مسؤولون لبنانيون بمسؤولين سعوديين وخليجيين كثر، وكان كلام وود ونقاش وتعاون. فما عدا مما بدا؟ كثيرة هي التحليلات والتأويلات. وما يكتبه الإعلام الغربي عن الموضوع، لا يجرؤ إعلام لبنان حتى على نقله. كي لا يتهم بالتطاول والفتنة. أما إذا كانت الغاية رئاسية، فلا حول ولا قوة… تبقى ضحيتان اثنتان لما يجري. الجيش اللبناني على أرضنا، وجيش اللبنانيين الذين ساهموا في ازدهار اقتصادات دول الخليج كافة. مواطنونا مهددون بالترحيل، وقد بدأت لوائحه كما تكشف معلومات الأو تي في. وجيشنا مهدد بالتعطيل… لكن واشنطن تبدو جاهزة للتعويض… هذا ما تكشفه نشرة أخبار الـ OTV.