ما هو الفرق بين موقف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وموقف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في اجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس؟ الأكيد أن الإثنين التزما النأي بلبنان، وطبقا البيان الوزاري، وأثبتا أن الوحدة الداخلية أسمى من أي إجماع عربي أو إملاء إقليمي… والأكيد أيضا، أن أي موقف مناقض ستكون له عواقب وخيمة على الوضع اللبناني، ذلك أنه يعني بكل صراحة، التعرض لمكون أساسي من مكونات المجتمع اللبناني، وتعميق الشرخ الوطني لأجل طويل، تنفيذا لأجندات خارجية آنية… لكن، مع التسليم بصوابية سلوك المشنوق في تونس، وأحقية قرار باسيل في القاهرة وغيرها من المؤتمرات والمحافل، لا بد من طرح الأسئلة البريئة التالية: لماذا قامت الدنيا ولم تقعد بعد ضد موقف باسيل، فيما ساد الصمت – ما خلا بعض المناوشات المضبوطة – إزاء موقف المشنوق؟… لماذا يصر بعض القوى السياسية، على الصراخ في الخارج وعبر وسائل الإعلام، فيما يخرسون في مجلس الوزراء، لا بل يشيدون “بالموقف السليم”، على حد تعبيرهم، الذي إتخذه وزير الخارجية اللبنانية في أكثر من محفل ومنتدى عربي وإسلامي، داعين إياه إلى التمسك به في أي استحقاق مقبل؟ وفي هذا السياق، وصل الأمر بوزيرة العدل بالوكالة، والمهجرين بالأصالة أليس شبطيني إلى التعليق بالقول: “ولو؟ كيف بدنا نوقف ضد إخوتنا”؟… لماذا يسمح للوزير المشنوق ومن يمثل، بما يمنع على الوزير باسيل ومن يمثل؟ هل هي “عنزة ولو طارت”، أما أن الحقيقة خلفيات وغايات تبدأ بالاستهداف المزمن لمن يعمل على استعادة الدور وتفعيل الحضور، ولا تنتهي بالقصف الرئاسي المركز على العماد ميشال عون؟… الأجوبة غير خافية على أحد، حتى الذين يعلنون عكسها إذا سئلوا. أما التبعية لإيران والخروج على الإجماع العربي، وما بينهما من تركيبات لفظية وفي المعاني، معطوفة على محاولات تعكير أمني في الشمال، فلا تعدو كونها “زوبعة في فنجان”، وجعجعة من دون طحين، لن يبقى الصمت إزاءها مستمرا، على ما أكد تكتل التغيير والإصلاح إثر اجتماعه الأخير.