لأن كل الرهانات على التطورات الخارجية، لفرض رئيس لبناني، اصطدمت بجدار صوت “السوخوي”، عادت الضغوط بهدف فرض وصاية أجنبية على لبنان، لتستخدم قضايا الناس وأزمات المواطنين … وفي طليعة ما يستغل لذلك، مسألتان: أمن اللبناني ولقمة عيشه… استغلال الأمن بدأ قبل عرسال، ومع فضيحة أسراها وبعدهم… ولم ينته بمقتلة المعاملتين، حيث سقط ثماني ضحايا، بينهم شهيدان للجيش، من أجل القبض على مشتبه به … أما استغلال لقمة عيش الناس، فبدأ بالنفايات، ثم انتقل إلى الماء والكهرباء، ووصل حتى إلى رغيف العسكريين الصامدين، قبل أن ينتهي إلى التهديد بالليرة… وهي الجريمة نفسها التي استخدموها سنة 1992، لإقامة نظام الوصاية بشكل كامل، ولتعميم الاحتلال من الأرض إلى المؤسسات… النهج نفسه يستعاد اليوم… تحت ألف مسمى ومسمى، وبمليون ذريعة وكذبة، وبكل قنابل الدخان المعروفة بالأسماء والتواريخ والوقائع … من إسم “الموظف المستشار” الذي سحب ورقة فارغة حول ثروة مزعومة لجبران باسيل… إلى اسم الموظفين(2)، المدني وغير المدني، اللذين اقتادا مرشحا نقابيا في كازينو لبنان، وأقنعاه – على طريقتهما – بالانسحاب … لكن … لكن … لكن، كل نهج الوصاية لن ينفع… كل ممارسات عنجر لن تجدي… كل من لم يدرك بعد أن غازي كنعان انتحر ورستم غزالة انفجر، عليه أن يعرف ويدرك ويقتنع … فالمسيحيون لن يرضخوا… لأن مطالبهم حق، ولأن حقوقهم وطنية ميثاقية … ولذلك، لن يتراجعوا ولن يستسلموا … عن أي حقوق وضغوط نتحدث؟ سنستعرضها بالتفصيل في نشرتنا … لكن بداية، وعلى سيرة المعاملتين وأمير الكابتاغون وتجارة المخدرات… الزميل غبريال مراد وصل إلى “الرجل الشبح” نوح زعيتر… وعاد منه بسبق ومقابلة وأجوبة.