ثمة وقائع ترتسم حقائق على الارض دوليا واقليميا ومحليا دوليا اسقطت واشنطن الحرم عن كوبا وازالت حقول الالغام من امام علاقتها مع ايران واطاحت بالخطوط الحمر التي وضعتها ازمة اوكرانيا في وجه العلاقة مع روسيا واعادت الحرارة وبشكل مرتفع الى الخط الاحمر المباشر بينها وبين موسكو .كسر اوباما القاعدة التي تقول ان الرئيس الاميركي في نهاية ولايته الثانية كالبطة العرجاء فاذا به حصان جامح رابح في سباق القطب الاوحد . دوليا ايضا وفي تداع واضح للحرب السورية اوردت لوموند الفرنسية ما يشبه النبؤة – الانذار : سيكتب المؤرخون ان عامي 2015 2016 بداية تفكك اوروبا وان اوروبا الجميلة انتهت بفعل ما كشفته ازمة اللاجئين والعجز الاوروبي عن مواجهة تسونامي التكفيريين الذين عاشوا وتربوا وتعلموا بيننا وانقلبوا علينا تقول الصحيفة اقليميا تتصدر ايران السباق بفارق كبير عن اقرب منافسيها . تركيا تعيد النظر بنظرية صفر مشاكل لمترنيخ القرن الحادي والعشرين النابغة الطوراني احمد داوود اوغلو والذي بفضله تكاد تصبح صفر استقرار وازدهار . اما الرياض فمنكبة على ايجاد تبرير مقبول لحديث اوباما الى مجلة اتلانتيك وفيه دعا السعودية الى الاعتياد على فكرة التعايش والعيش مع ايران في المنطقة . اقليميا ايضا تحولت سوريا من لاعب اقليمي الى ملعب دولي في لعبة الامم .للمرة الاولى في تدمر ومنذ وقت طويل يحقق الجيش السوري نصرا على داعش التي منيت بثاني هزائمها الكبيرة بعد كوباني او عين العرب . الجيش السوري يدخل مناطق داعش وفي الوقت عينه يخرج مصير الرئيس بشار من دائرة التفاوض والشروط في حين يلتقي النظام والمعارضة وللمرة على قاسم مشترك وهو رفض الفدرالية في سوريا . اما في لبنان فما من مفردة او مصطلح يغني عن الاسهاب في سرد المنجزات – المعجزات التي تعجز اي طبقة عن الاتيان بمثله في اي بلد اخر . فساد في طول البلاد وافساد في عرضها . فلتان اخلاقي ومخدرات في الجامعات والمدارس للمراهقين والقاصرين . تفلت امني رغم الجهود المشكورة لبعض الاجهزة . رقيق ابيض للدعارة ودقيق يرافق النفايات في الشاحنة وتجارة بكل شيء وبكل ما ملكت الايادي السود والغرف السوداء التي تخترق اماننا وامننا القومي وهو ما سنتطرق اليه بعد ثلاثين ثانية.