واحدٌ واربعون عاماً على اندلاع الحرب اللبنانية… ولكنْ، هل انتهت فعلاً؟…كما في كلِّ سنةٍ، يتذكّر اللبنانيون المأساةَ والويلات، “حتى ما تنعاد” … ولكنهم في الواقع لم ينزَعوا حتى اللحظة فتيلَ التفجير. لم يقلِبوا الصفحةَ بالمصالحةِ والمصارحة، والتأكيدِ العَملي – لا الخطابي والكلامي – للرغبة في العيش معاً بالمساواة بالحقوق والواجبات… في العام 1990 توقّف المِدفع، وبدأ التبشيرُ بعهدٍ جديدٍ قِوامُه دستورُ الطائف. ومرّت الايام، ليكتشفَ المواطنون والمواطنات انّهم “ابناءُ سِتّ وابناءُ جارية في وطنٍ واحد”، بالضرائب والادارة والنيابة والوزارة…تجاربُ وامثلةٌ علّمتهم انه لا يكفي ان تتوقّفَ اصوات المدافع لتنتهيَ الحرب، بل من المفترض ان تنتهيَ ممارساتُها بوضع اليد والتشليح والهيمنة على الحقوق، وان تُدفنَ سرقةُ التمثيل ويوضَعَ حجرُ الشراكة على قبرها… في العام 2016، حان الوقت ليقلِب اللبنانيون صفحةَ الحرب، لكي يتمكّنوا من الانطلاق نحو المستقبل، لا ان يعيشوا الحاضر بأشباح الماضي وإسقاطاتِه.