لا صوت يعلو فوق صوت المخاتير والبلديات… لا رواسب النفايات… ولا لفلفة سرقة الإنترنت… ولا تجارة الفتيات المستعبدات… ولا المهدور من المليارات… ولا قانون الانتخابات… ولا شغور الرئاسات… ولا محيطنا المتفجر بالحروب والأزمات… ولا حتى الـ Champions league والنهائيات… فعلى مدى أربعة اسابيع وآحاد، سيسقط شعار البلد أولاً من أذهان الجميع… ليحل محله مبدأ البلدية أولاً. لماذا هذا الجنون؟ أولاً في الأرقام، لأن الاستحقاق يعني فعلاً كل لبنان. لا على طريقة أي استحقاق آخر. بل لأنه عن جد في كل بيت… ألف وخمس عشرة بلدية في لبنان. إذا احتسبنا 40 مرشحا بلديا واختياريا كمعدل وسطي لكل واحدة، يكون عندنا نحو 40 ألف مرشح. أي أربعون ألف بيت. أي نحو ربع مليون نسمة من المرشحين مباشرة… ثم في المغانم. فالبلدية منجم ذهب. مزراب مصالح ومغانم وتلزيمات وثروات… هي ألف دجاجة تبيض تنفيعات يومية. كل توقيع يدر آلاف الدولارات… وكل معاملة تستجر الحمايات والحصانات، في بلد مفلس ماليا… وحيث كثيرون فيه مفلسون احتياليا في الأخلاق والنزاهة والشفافية وإدارة الشأن العام… في الضيعة اللبنانية التقليدية، كان يقال أن البلدية رئيس وبوليس… الآن صارت البلدية تشترى بكل نفيس… المهم أن يقودنا هذا الجنون إلى بلديات أفضل. وإلى استحقاقات انتخابية أهم. بدءا بالنيابية، وصولا إلى الرئاسية… التيار الوطني الحر معني بهذا الاستحقاق. من بيروت إلى زحلة… فماذا يعلن الآن بالذات حول الموضوع؟