منذ اجتماع اللجان النيابية المشتركة يوم الاثنين الماضي، بدا أن في فم الرئيس نبيه بري كلاما ما… النواب الذين يعرفونه ويلتقطون إشاراته، أدركوا أن في جعبته شيئا ما… اليوم، أعلنها: مبادرة غير مسبوقة بالنسبة إليه. كما بالنسبة إلى الوضع السياسي والمأزق الرئاسي برمته: تعالوا إلى قانون جديد للانتخابات النيابية… بعدها نذهب إلى انتخابات تشريعية، شرط التعهد بعد تشكيل المجلس النيابي الجديد، بانتخاب رئيس للجمهورية، ولو من دون نصاب الثلثين… خطوة كبيرة. مبادرة جديدة، يمكن أن تحرك مستنقع المأزق الراهن… معلومات الأو تي في أن مبادرة بري لم تفاجئ قلة قليلة من الأقطاب. فهو كان قد جس نبضهم حيالها… أما الدوافع بالنسبة إليه، فتقتصر على أن لبنان لم يعد يحتمل. وأن الوضع قد يذهب إلى تدهور يلامس الانهيار، في غضون وقت ليس بطويل… يبقى توقيت مبادرة بري، وهو بأهمية مضمونها… إذ جاءت الفكرة والخطوة، بين انطلاق الانتخابات البلدية، بما يطمئن إلى أن أي انتخابات ممكنة، بلا حجج تمديد ولا ذرائع تجميد… وبين انتظار الضيوف الفرنسيين والأوروبيين وغيرهم، ممن يحاول طبخ رئيس لنا خارج لبنان… هل تنجح مبادرة بري؟ هل تصل إلى حل، أو توصل إلى لبننة الاستحقاق ورئاسته؟ الأكيد، أنه بين بلدية بيروت الممتازة، وبين انتخابات جونيه التي ما همها من هدير البحر… تستحق مبادرة بري كل عناية واهتمام.