جميل جداً أن يتفق البطريرك الراعي والمفتي دريان في موقفين منفصلين … من مكانين مختلفين … ولمناسبتين متمايزتين … البطريرك من بكركي في عظة الأحد… والمفتي من دار الفتوى في بيروت في رسالة بداية رمضان … لكن الرجلين التقيا على أن أزمة بلادنا الأولى بحسب تعبيرهما، هي شغور الرئاسة. وأن الحل لها هو بالتوافق بين اللبنانيين ما يعني أن معظم الحل المذكور قد أنجز، بمجرد اتفاق المسؤولين الدينيين … لكن، قبل يومين، كان ثمة مشهد لبناني آخر. في سياق آخر مناقض كلياً… كان هناك ملعب رياضي. وفريقان رياضيان. وجمهوران مفترضان رياضيين أيضاً. وكرة وسلة… فجأة انقلب هذا المشهد بالذات حرباً دينية، ومعركة سماوية مطلقة بين إلهين، استخدمت فيها كل الأسلحة النابية من الأعيرة ما فوق البذيء … حتى أن البلد الذي يتحدث المفتي والبطريرك عن توافقه الرئاسي، كاد ينفجر بسبب أزمة رياضية ومواجهة كروية ونهائي سلوي … ماذا يعني هذا التناقض في المشهدين؟ أكثر من احتمال ممكن: مثلاً، أن يكون البطريرك والمفتي لا يمونان على شعبيهما… أو أن يكون خلف كل كلام تسووي من باب الضحك على الذقون … أو أن تكون كل حروبنا الطائفية مجرد شماعة يعلق عليها الزعماء أحقاد الناس المعتّرين وغرائزهم، ليظل الزعماء حاكمين إلى الأبد … إنها إشكالية عالقة منذ قرن على الأقل … إشكالية نتكاذب حولها بشكل مزمن. وحين تنفجر في وجهنا، نسميها حروب الآخرين على أرضنا … الأمر الوحيد المؤكد اليوم، أن الأرواح التي سقطت في حادث سير في البقاع هذا الأحد، لا علاقة لها بحروب الآخرين، ولا بحروب الآلهة ولا بمعارك الرياضة ولا بروحها طبعاً … تقرير الكارثة وكل التفاصيل في نشرة الـ OTV.